almarai company: كل ما تحتاج معرفته عن أداء الشركة في السوق المالية السعودية

بدأت مسيرة almarai company عام 1977 بمبادرة من الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير، الذي أدرك مبكرًا أهمية تطوير صناعة الألبان في المملكة العربية السعودية. في تلك الفترة، كان الاعتماد على المنتجات المستوردة والمنتجات المحلية البسيطة سائدًا، مع غياب منظومات إنتاج وتوزيع متكاملة تلبي احتياجات النمو السكاني السريع. ركزت الشركة في بداياتها على بناء مزارع متطورة للألبان في منطقة الخرج، مستفيدة من أحدث تقنيات الإنتاج الحيواني والعلفي المتوفرة عالميًا. لم يقتصر طموح المراعي على الإنتاج المحلي، بل شرعت مبكرًا في تطوير سلسلة إمداد واسعة النطاق تشمل النقل المبرد والمعالجة الصناعية، ما أتاح لها الحفاظ على جودة المنتجات وتوسيع شبكة التوزيع إلى مختلف مناطق المملكة.

خلال الثمانينات والتسعينات، توسعت الشركة تدريجيًا في منتجاتها، فأضافت اللبن، الزبادي، الأجبان، ثم دخلت لاحقًا إلى قطاع العصائر والمخبوزات عبر استحواذات وشراكات استراتيجية. بحلول الألفية الجديدة، استثمرت المراعي بشكل مكثف في بناء مصانع حديثة وتبني أنظمة إدارة متقدمة للجودة، مما عزز من تنافسيتها في السوق السعودي والإقليمي. لم تقتصر أنشطة الشركة على المملكة، بل وسعت نطاق عملياتها إلى دول الخليج المجاورة مثل الإمارات والبحرين والكويت، لتصبح علامة تجارية إقليمية رائدة.

وفي العقد الأخير، واصلت المراعي تنويع منتجاتها لتشمل الدواجن والبيض عبر استحواذها على الشركة الوطنية للدواجن، ودشنت مشاريع للطاقة المتجددة والمزارع الذكية. كل هذه التحولات الاستراتيجية تمّت بدعم من مستثمرين كبار، منهم صندوق الاستثمارات العامة السعودي ومجموعة سافولا، مما منحها قاعدة رأسمالية قوية للنمو المستدام. اليوم، تعد المراعي نموذجًا للشركات الوطنية التي نجحت في بناء منظومة إنتاج متكاملة تجمع بين الزراعة، التصنيع، التوزيع والتسويق، مع تكيّف مستمر مع تغيرات السوق ومتطلبات المستهلكين.

يعتبر هيكل الملكية في almarai company من العوامل الجوهرية التي تفسر استقرار الشركة ودورها الريادي في السوق السعودي. فمنذ إدراجها في تداول، استقطبت الشركة اهتمام مستثمرين كبار محليين ودوليين، إضافة إلى مساهمات مؤسسية من هيئات حكومية بارزة. أبرز هؤلاء المساهمين هو صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي يمتلك حصة استراتيجية في الشركة، ما يوفر لها دعمًا استثماريًا وسياسيًا يعزز من قدرتها على تنفيذ مشاريع كبيرة وتجاوز الأزمات الاقتصادية. يضاف إلى ذلك دور مجموعة سافولا، أحد أكبر المجموعات الاستثمارية في المملكة، والتي ظلت لسنوات تحتفظ بحصة مؤثرة قبل أن تعيد هيكلة ملكيتها في نهاية 2024 بتوزيع حصتها العينية على مساهميها.

هذا التوزع في الملكية يعني أن القرارات الاستراتيجية للمراعي تتخذ بمشاركة مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة، ما يعزز من الشفافية والحوكمة. كما أن وجود المساهمين الحكوميين يتيح للشركة الاستفادة من السياسات الحكومية الرامية لدعم الأمن الغذائي وتوطين الصناعات الزراعية، ويمنحها أفضلية في الحصول على الأراضي الزراعية، التسهيلات التمويلية، وأولوية في المبادرات التنموية.

بالإضافة إلى ذلك، يسهم هذا الدعم المؤسسي في تعزيز ثقة المستثمرين الأفراد والمؤسساتيين في استقرار الشركة على المدى الطويل. وأظهرت تطورات السنوات الأخيرة أن الشركة قادرة على اجتياز فترات التذبذب الاقتصادي بفضل قوة مركزها المالي وتماسك مساهميها الرئيسيين. وفي سياق رؤية المملكة 2030، تعتبر المراعي شريكًا أساسيًا في تحقيق أهداف الأمن الغذائي والتنمية الصناعية، ما يزيد من فرص حصولها على حوافز حكومية جديدة وبرامج دعم مستدامة تعزز من قدرتها التنافسية.

تتميز almarai company بتنوع منتجاتها وخدماتها لتغطي طيفًا واسعًا من الاحتياجات الاستهلاكية اليومية في المملكة ودول الخليج. تبدأ المنظومة الإنتاجية للشركة من الزراعة، حيث تمتلك مزارع ضخمة للأعلاف الطبيعية والذرة، وتدير أكبر مزارع الأبقار في المنطقة، ما يضمن لها استقرار إمدادات الحليب الخام. بعد ذلك تنتقل العمليات إلى مصانع الألبان والعصائر، والتي تعد من الأكثر تقدمًا من حيث التكنولوجيا، وتخضع لأعلى معايير الجودة والسلامة الغذائية.

تشمل محفظة منتجات المراعي الحليب الطازج والمبستر، اللبن، الزبادي، القشطة، الجبنة، الزبدة، إضافة إلى تشكيلة واسعة من العصائر الطبيعية والمنكّهة. توسعت الشركة أيضًا في قطاع المخبوزات، حيث تقدم منتجات مثل الخبز، الفطائر، الكرواسان، الكعك، وغيرها من الوجبات الجاهزة. في السنوات الأخيرة، أضافت الشركة قطاع الدواجن والبيض، مستحوذة على حصص سوقية معتبرة في هذا المجال بعد استحواذها على الشركة الوطنية للدواجن.

ولا تقتصر خدمات المراعي على الإنتاج فقط، بل تشمل أيضًا الخدمات اللوجستية والنقل المبرد، مما يضمن وصول المنتجات طازجة إلى آلاف نقاط البيع يوميًا. تمتلك الشركة شبكة توزيع هي الأكبر في قطاع الأغذية في المملكة، وتغطي جميع المناطق الحضرية والريفية تقريبًا. وتعكس هذه المنظومة المتكاملة قدرة الشركة على التحكم في الجودة والتكلفة، وتلبية تطلعات المستهلكين بسرعة وفعالية. كما تركز المراعي مؤخرًا على تطوير منتجات صحية وطبيعية، استجابة لتغير اتجاهات المستهلكين نحو الأغذية الصحية والمكونات النظيفة، ما يعزز من مكانتها الريادية في السوق.

أظهرت النتائج المالية الأخيرة لـ almarai company خلال عامي 2024 و2025 مؤشرات على استمرار النمو والاستقرار المالي رغم الظروف الاقتصادية العالمية الصعبة. فقد سجلت الشركة في النصف الأول من 2025 صافي ربح بلغ حوالي 1.37 مليار ريال سعودي، مقارنة بـ1.31 مليار ريال في النصف الأول من 2024، بمعدل نمو سنوي يقارب 5%. كما ارتفعت الإيرادات في نفس الفترة إلى 11.05 مليار ريال، محققة زيادة سنوية بنحو 4.2%. يعكس هذا النمو الطفيف قدرة الشركة على تمرير جزء من ارتفاع التكاليف التشغيلية إلى المستهلكين عبر رفع الأسعار بشكل معتدل أو تعزيز كفاءة العمليات.

أما على مستوى الأداء الربعي، فقد أظهرت نتائج الربع الثاني من 2025 صافي ربح قدره 646.9 مليون ريال، وهو ما يؤكد استمرار الزخم التشغيلي للشركة. وتأتي هذه الأرقام في سياق تنافس شرس في السوق المحلية، حيث استطاعت المراعي الحفاظ على حصتها السوقية وتوسيعها في بعض القطاعات الفرعية، مثل العصائر والأغذية الصحية. كما يشير مكرر الربحية (P/E) إلى استقرار تقييم السهم في حدود 20-25 مرة، وهو معدل متوازن يعكس ثقة المستثمرين في استدامة أرباح الشركة ونموها المعتدل.

من ناحية التوزيعات، واصلت الشركة سياستها في توزيع نسبة كبيرة من الأرباح على المساهمين، مع الحفاظ على احتياطيات تشغيلية كافية. وتؤكد هذه النتائج أن المراعي قادرة على مواجهة تقلبات أسعار المواد الخام وارتفاع التكاليف العالمية بفضل مرونة نموذج أعمالها وتنوع مصادر دخلها، ما يجعلها من الشركات القليلة في القطاع التي تحقق نموًا مستمرًا في الأرباح حتى في الظروف الاقتصادية الصعبة.

يعتبر سهم almarai company من بين الأسهم ذات الوزن الثقيل في السوق المالية السعودية، ويعكس مستوى الثقة العالية التي تحظى بها الشركة لدى المستثمرين الأفراد والمؤسساتيين. خلال الفترة من 2024 حتى منتصف 2025، تراوح سعر السهم بين 45 و48 ريال سعودي، وبلغ في ديسمبر 2024 نحو 48.26 ريال للسهم بحسب بيانات تداول. هذا المستوى يعتبر مرتفعًا نسبيًا ضمن قطاع الأغذية، ويضع المراعي ضمن قائمة أكبر 20 شركة سعودية من حيث القيمة السوقية.

حساب القيمة السوقية يتم بضرب سعر السهم بعدد الأسهم القائمة، ما يجعلها في حدود 80-100 مليار ريال سعودي وفق آخر التقديرات. يعكس هذا التقييم ثقة السوق في قدرة الشركة على تحقيق نمو مستدام، إضافة إلى استقرار توزيعات الأرباح. أما بالنسبة لمكرر الربحية (P/E)، فقد سجلت الشركة معدلات بين 20 و25 مرة، وهي معدلات تعتبر متوازنة للشركات ذات النمو شبه المستقر في الأسواق الناضجة.

يرتبط سعر سهم المراعي بعدة عوامل، منها نتائج الأداء المالي، تطورات القطاع الغذائي، التغيرات في أسعار المواد الخام، وسياسات الدعم الحكومي. كما تتأثر الأسعار بردود فعل المستثمرين على أخبار السوق، مثل إعادة هيكلة ملكية كبار المساهمين أو الإعلان عن مشاريع توسعية جديدة. ورغم تذبذب الأسواق العالمية في بعض الفترات، استطاع سهم المراعي الحفاظ على استقراره النسبي بفضل قوة الأساسيات المالية للشركة وتنوع منتجاتها. ويُعد السهم من الخيارات المفضلة للمستثمرين الباحثين عن التوازن بين العائد النقدي والنمو الرأسمالي طويل الأجل، خاصة في قطاع السلع الاستهلاكية الأساسية.

تتميز سياسة توزيعات الأرباح في almarai company بالاستمرارية والاستقرار، ما يجعلها محل تقدير لدى شريحة واسعة من المستثمرين الباحثين عن دخل ثابت إلى جانب النمو الرأسمالي. منذ إدراجها في السوق المالية السعودية، حافظت الشركة على توزيع جزء كبير من أرباحها السنوية على المساهمين، حيث تراوحت نسبة التوزيع بين 70% و90% من صافي الربح في معظم السنوات الأخيرة. في أواخر 2024، أكدت تقارير رويترز والبيانات المالية الرسمية استمرار المراعي في توزيع الأرباح بمعدل ثابت تقريبًا، رغم تذبذب الأسواق العالمية وظروف التضخم.

تُوزع الأرباح عادة على شكل نقدي سنوي، بحيث يحصل كل مساهم على حصة تتناسب مع عدد الأسهم التي يملكها. على سبيل المثال، إذا بلغ صافي ربح السهم في 2024 نحو 2 ريال وتم توزيع 1.5 ريال للسهم، يكون العائد النقدي حوالي 3% عند سعر 48 ريال للسهم. ويُعد هذا العائد مجزيًا ضمن قطاع السلع الاستهلاكية، ويمنح السهم جاذبية إضافية للمستثمرين ذوي الميول الدفاعية.

تتبع الشركة نهجًا متزنًا في توزيع الأرباح، بحيث تحتفظ بجزء من الأرباح كاحتياطيات لتغطية التوسعات المستقبلية أو مواجهة أي ظروف اقتصادية طارئة. هذا التوزان بين توزيع الأرباح والاستثمار في النمو ساهم في تعزيز استقرار السهم وجعله خيارًا مفضلًا في المحافظ الاستثمارية طويلة الأجل. كما أن انتظام التوزيعات يعكس قوة التدفقات النقدية للشركة، وقدرتها على تحقيق أرباح تشغيلية مستقرة حتى في فترات التذبذب الاقتصادي. ويؤكد هذا النهج التزام الشركة بتعظيم قيمة المساهمين دون الإخلال بمتطلبات النمو والتوسع.

يُعد قطاع الأغذية والمشروبات من القطاعات الحيوية والاستراتيجية في الاقتصاد السعودي، ويتميز بارتباطه المباشر بالاحتياجات اليومية للسكان. مع تزايد عدد السكان وارتفاع مستوى الدخل، نما الطلب على المنتجات الغذائية المصنعة محليًا، ما دفع العديد من الشركات إلى الاستثمار في هذا المجال. في هذا السياق، برزت almarai company كلاعب رئيسي، حيث استطاعت بناء منظومة إنتاج وتوزيع متكاملة تغطي كافة مراحل سلسلة القيمة من الزراعة إلى التصنيع والتسويق.

تستفيد المراعي من موقعها الريادي في القطاع عبر استثمارات ضخمة في مزارع الأعلاف والأبقار، مصانع الألبان والعصائر، وشبكة توزيع ضخمة تغطي أغلب مناطق المملكة ودول الخليج. كما تستثمر الشركة في أحدث تقنيات التصنيع الغذائي، ما يضمن لها إنتاج منتجات عالية الجودة تلبي المعايير المحلية والدولية. ساهمت هذه الاستثمارات في تعزيز الأمن الغذائي الوطني، وتقليص اعتماد المملكة على الاستيراد في قطاعات الألبان والعصائر والمخبوزات.

بالإضافة إلى ذلك، تلعب المراعي دورًا مهمًا في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 الخاصة بتوطين الصناعة الغذائية وزيادة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي. إذ توفر الشركة آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة، وتدعم سلاسل الإمداد المحلي عبر الشراكة مع الموردين والمزارعين السعوديين. كما تواكب الشركة التوجهات الحديثة في القطاع، مثل تطوير منتجات صحية ومستدامة، واستخدام تقنيات الزراعة الذكية والطاقة المتجددة. كل هذه العوامل تعزز من مكانة المراعي كشركة قائدة في قطاع الأغذية والمشروبات، وتمنحها ميزة تنافسية يصعب على المنافسين مجاراتها.

تواجه almarai company منافسة قوية في قطاع الأغذية السعودي، رغم أفضليتها الواضحة في العديد من الفئات. أبرز المنافسين المحليين هي الشركة الوطنية للتنمية الزراعية (نادك)، والتي تعتبر ثاني أكبر منتج للألبان والعصائر في المملكة. تملك نادك منظومة إنتاج وتوزيع واسعة، وتنافس المراعي في منتجات اللبن، الحليب، والعصائر، كما تستفيد من دعم حكومي مماثل. في فئة المخبوزات والعصائر، توجد شركات محلية مثل معالي، إضافة إلى شركات إقليمية أصغر تركز على قطاعات متخصصة.

أما على الصعيد الدولي، تتواجد شركات مثل نستله ودانون في السوق السعودي من خلال الوكلاء والموزعين، خاصة في منتجات الأطفال والأغذية الصحية. رغم أن المنافسة مع هذه الشركات تعتبر أقل مباشرة في قطاع الألبان الطازجة، إلا أنها تؤثر على بعض القطاعات الفرعية ذات القيمة المضافة العالية. في قطاع الدواجن والبيض، كانت الوطنية للدواجن منافسًا قويًا قبل أن تستحوذ عليها المراعي وتدمجها ضمن عملياتها.

تتميز المراعي عن معظم المنافسين بامتلاكها سلسلة إمداد متكاملة من الزراعة إلى التوزيع، ما يمنحها مرونة في ضبط التكاليف والحفاظ على جودة المنتج. كما أن انتشار علامتها التجارية وقوة شبكتها اللوجستية يصعبان على المنافسين اللحاق بها في الحصة السوقية. تستمر المنافسة في دفع القطاع نحو الابتكار وتحسين الجودة، لكن المراعي تظل متصدرة بفضل استثماراتها المستمرة وخبرتها الطويلة في إدارة سلاسل الإمداد الكبرى.

شهدت almarai company خلال عامي 2024 و2025 العديد من التطورات الإدارية والاستثمارية التي عززت من مكانتها في السوق. من أبرز هذه التطورات إعادة هيكلة ملكية مجموعة سافولا، حيث أعلنت المجموعة عن توزيع حصتها (34.52%) من أسهم المراعي إلى مساهميها مباشرة، في خطوة تهدف إلى زيادة الشفافية وتعزيز ملكية المستثمرين الأفراد. استقبل السوق هذا الإجراء بتفاعل إيجابي، حيث ارتفعت أسهم سافولا، بينما بقيت أسهم المراعي مستقرة، ما يعكس ثقة المستثمرين في استقرار الشركة بغض النظر عن تغييرات الملكية المؤسسية.

على الصعيد الاستثماري، واصلت الشركة ضخ استثمارات كبيرة في تطوير مرافق الإنتاج، التوسع في الطاقة المتجددة، وتبني تقنيات الزراعة الذكية. فعلى سبيل المثال، أعلنت المراعي عن استكمال مشاريع لتوسعة محطات الطاقة الشمسية في بعض مزارعها، بهدف تقليل تكاليف الطاقة وتقليص البصمة الكربونية. كما أطلقت الشركة خطوط إنتاج جديدة في قطاع العصائر والأغذية الصحية، استجابة لتغيرات الطلب واتجاهات المستهلكين نحو المنتجات الطبيعية.

إداريًا، واصلت الشركة تنفيذ برامج تطوير الكفاءات ورفع مستوى الحوكمة، مع التركيز على الامتثال للمعايير البيئية والاجتماعية (ESG). وقد انعكس ذلك في تحسين تصنيف الشركة لدى وكالات التصنيف البيئي والاجتماعي. كما شهدت الفترة الأخيرة تركيزًا على دعم الابتكار الداخلي، وتطوير منتجات جديدة تلبي احتياجات فئات عمرية متنوعة. هذه التطورات تؤكد قدرة المراعي على التكيف مع التحولات السوقية والرقابية، وتدعم استمرارية ريادتها في قطاع الأغذية السعودي.

تولي almarai company أهمية كبيرة للاستدامة والمسؤولية الاجتماعية، وتعد من الشركات السعودية الرائدة في دمج معايير البيئة والمجتمع والحوكمة (ESG) ضمن استراتيجياتها التشغيلية. في السنوات الأخيرة، استثمرت الشركة بشكل ملحوظ في مشاريع الطاقة المتجددة، مثل توسعة محطات الطاقة الشمسية لتشغيل بعض مرافقها الإنتاجية، بهدف تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية وخفض الانبعاثات الكربونية.

على صعيد إدارة المياه، تعمل المراعي على تحسين كفاءة استخدام المياه في المزارع والمصانع، من خلال تطبيق تقنيات الري الذكي وإعادة تدوير المياه في العمليات الصناعية. وتساهم هذه المبادرات في تقليل الأثر البيئي للعمليات الزراعية والصناعية، وتتماشى مع توجهات المملكة نحو حماية الموارد الطبيعية.

أما في مجال المسؤولية الاجتماعية، تلتزم الشركة بدعم المجتمعات المحلية عبر توفير فرص العمل والتدريب، وتطوير برامج دعم للمزارعين المحليين والموردين. كما تشارك في حملات التوعية بالغذاء الصحي، وتدعم المبادرات الخيرية المرتبطة بالأمن الغذائي والصحة العامة. كل هذه الجهود تعزز من صورة الشركة كشريك مستدام وموثوق في تحقيق أهداف التنمية الوطنية، وتزيد من جاذبيتها لدى المستثمرين الذين يولون اهتمامًا متزايدًا بمعايير الاستدامة في قراراتهم الاستثمارية.

تلعب almarai company دورًا محوريًا في تحقيق أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030، خاصة في مجالات الأمن الغذائي، توطين الصناعة، وتطوير سلاسل الإمداد المحلية. من خلال استثماراتها الضخمة في مزارع الأعلاف والألبان، مصانع الإنتاج، وشبكات التوزيع، تسهم الشركة في تقليص الاعتماد على الاستيراد وتوفير منتجات ذات جودة عالية تلبي احتياجات السوق المحلي.

تدعم الشركة جهود الحكومة في رفع نسبة التوطين بالقطاع الغذائي، حيث توفر آلاف فرص العمل للسعوديين في مختلف مستويات العمليات، من الزراعة إلى التصنيع والإدارة. كما تشارك المراعي في برامج تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية، ما يرفع من كفاءة القوى العاملة ويسهم في نقل المعرفة والخبرة إلى الجيل الجديد من المهنيين السعوديين.

على صعيد الاستدامة، تتوافق مبادرات الشركة في الطاقة المتجددة وكفاءة استخدام الموارد مع أهداف رؤية 2030 في خفض الانبعاثات وتحقيق الاستدامة البيئية. كما أن التوسع في المنتجات الصحية والطبيعية يتماشى مع توجهات الرؤية لتعزيز الصحة العامة وجودة الحياة. يُضاف إلى ذلك، دعم الشركة للمزارعين المحليين والموردين ضمن برامج شراكة استراتيجية، ما يعزز من تكامل سلاسل الإمداد الوطنية ويرفع من مستوى الاكتفاء الذاتي الغذائي في المملكة.

رغم الأداء القوي والاستقرار النسبي الذي تتمتع به almarai company، إلا أنها تواجه مجموعة من التحديات والمخاطر التي قد تؤثر على نتائجها مستقبلاً. من أبرز هذه التحديات ارتفاع تكاليف المواد الخام، خاصة الأعلاف الحيوانية والطاقة، والتي تخضع لتقلبات الأسعار العالمية. كما يمكن أن تؤثر تغيرات السياسات الحكومية، مثل الدعم المخصص للزراعة أو فرض رسوم جديدة على بعض المدخلات، على تكلفة الإنتاج وهوامش الربحية.

هناك أيضًا مخاطر تتعلق بتغيرات سلوك المستهلكين، مثل التحول نحو الأغذية الصحية أو البدائل النباتية، ما يستدعي من الشركة تطوير منتجات جديدة باستمرار لمواكبة هذا الطلب المتغير. كما تشكل المنافسة المحلية والدولية تهديدًا مستمرًا، خصوصًا في القطاعات الفرعية التي يسهل دخولها من قبل شركات أصغر أو علامات تجارية عالمية.

تواجه الشركة كذلك مخاطر تنظيمية ومالية، منها التقلبات في أسعار صرف العملات الأجنبية نتيجة التوسع الإقليمي، ومتطلبات الامتثال للمعايير البيئية والاجتماعية المتزايدة. وأخيرًا، قد تؤثر الأحداث العالمية غير المتوقعة، مثل الأوبئة أو الأزمات الجيوسياسية، على سلاسل الإمداد والطلب الاستهلاكي. إلا أن قوة مركز المراعي المالي، وتنوع منتجاتها، ومرونة إدارتها التشغيلية، تخفف من حدة هذه المخاطر وتمنحها قدرة أكبر على التكيف السريع مع المستجدات.

تتمتع almarai company بآفاق نمو واعدة على المدى المتوسط والطويل، بفضل خططها الاستراتيجية للتوسع الجغرافي والمنتجي. على الصعيد الجغرافي، تركز الشركة على تعزيز حصتها في أسواق الخليج العربي، مثل الإمارات والكويت وقطر، مع دراسة فرص الدخول إلى أسواق جديدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويشكل هذا التوسع عامل دفع رئيسي لنمو الإيرادات وتوزيع المخاطر المرتبطة بالاقتصاد المحلي.

أما على مستوى المنتجات، تسعى الشركة إلى تنويع محفظتها عبر تطوير منتجات جديدة في فئات الأغذية الصحية والمكونات الطبيعية، استجابة لتغيرات اتجاهات المستهلكين. كما تستثمر في تقنيات الزراعة الذكية والطاقة المتجددة لتحسين كفاءة الإنتاج وخفض التكاليف التشغيلية. ويشمل ذلك استخدام البيانات الضخمة في تحسين إدارة المزارع، وتبني حلول ذكاء اصطناعي لتحليل الطلب وتحسين سلاسل الإمداد.

تولي المراعي أيضًا اهتمامًا متزايدًا بالابتكار الداخلي، من خلال مختبرات تطوير المنتجات وبرامج الشراكة مع الجامعات ومراكز البحث العلمي. وتضع الشركة نصب أعينها الاستمرار في تقديم منتجات تلبي احتياجات فئات عمرية متنوعة، وتعزيز مكانتها كعلامة تجارية موثوقة وذات قيمة مضافة. هذه الاستراتيجية المتكاملة تتيح للشركة الحفاظ على ريادتها في السوق ومواكبة تغيرات البيئة الاقتصادية والتكنولوجية.

تعكس المؤشرات المالية لـ almarai company مدى قوتها واستقرارها التشغيلي، حيث حافظت الشركة على نمو سنوي معتدل في الإيرادات والأرباح خلال السنوات الأخيرة. بلغ صافي ربح الشركة في النصف الأول من 2025 حوالي 1.37 مليار ريال، مقابل 1.31 مليار ريال في النصف الأول من 2024، ما يمثل نموًا بنسبة 5%. وارتفعت الإيرادات إلى 11.05 مليار ريال في ذات الفترة، بزيادة 4.2% عن العام السابق.

أما مكرر الربحية (P/E)، فقد تراوح بين 20 و25 مرة خلال 2024-2025، وهو معدل يعكس ثبات التدفقات النقدية واستقرار الأرباح. ويبلغ العائد النقدي على السهم حوالي 2-3%، بحسب سياسة التوزيع السنوية التي تراوحت بين 70% و90% من صافي الربح. وتشير مستويات الهامش التشغيلي إلى كفاءة عالية في إدارة التكاليف، حيث استطاعت الشركة تمرير جزء من ارتفاع التكاليف إلى المستهلكين مع الحفاظ على جودة المنتج.

من ناحية أخرى، تحتفظ الشركة بمستويات منخفضة نسبيًا من المديونية مقارنة بحجم الأصول والإيرادات، ما يعزز من مرونة وضعها المالي. وتظهر نسب السيولة والملاءة المالية قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها التشغيلية والاستثمارية دون الحاجة إلى تمويل خارجي كبير. كل هذه المؤشرات تؤكد قوة مركز المراعي المالي، وتدعم قدرتها على مواصلة النمو وتوزيع الأرباح بشكل منتظم للمساهمين.