درايه الماليه: تحليل شامل ودور الشركة في السوق المالية السعودية

تأسست درايه الماليه في منتصف العقد الماضي، وجاءت انطلاقتها كمحصلة لرؤية استراتيجية تهدف إلى سد الفجوة بين الخدمات المالية التقليدية وحاجات السوق السعودي المتغيرة. منذ البداية، وضعت الشركة نصب عينيها دعم التحول الرقمي في القطاع المالي، والارتقاء بتجربة العملاء عبر حلول تكنولوجية متقدمة. وقد كان تأسيسها ثمرة شراكة بين مستثمرين سعوديين بارزين ومؤسسات مالية كبرى، في مقدمتها شركة أصول المالية، ما منحها قاعدة مالية قوية وخبرات متنوعة في عالم الاستثمار.

لم تقتصر استراتيجية درايه على تقديم خدمات وساطة تقليدية، بل ركزت بشكل أساسي على ترسيخ مفهوم الاستثمار الرقمي الذكي، ودمجت بين الكفاءات البشرية والمنصات التقنية المتطورة. هذا التوجه ظهر جلياً في تطويرها المبكر لمنصات تداول إلكترونية، وإتاحة فتح الحسابات وإدارة المحافظ عن بُعد، مما اختصر الوقت والجهد على العملاء، وجذب شرائح واسعة من المستثمرين الجدد.

مع مرور الوقت، نجحت درايه في بناء سمعة قوية كمزود خدمات مالية موثوق، مستفيدة من الدعم التنظيمي الذي وفرته هيئة السوق المالية السعودية والبيئة الملائمة التي أوجدتها رؤية 2030. توسعت الشركة تدريجياً في خدماتها لتشمل إدارة الأصول، إطلاق صناديق استثمارية متنوعة، وتقديم حلول استشارية وتحليلية. وبدخولها مجال الاستثمار العقاري والمشاريع البديلة، عززت من تواجدها في السوق المحلية، وبدأت تخطط للتوسع الإقليمي والدولي.

اليوم، تعد درايه الماليه مثالاً للنجاح في دمج الابتكار التقني مع الخبرة المالية، إذ نجحت في اجتذاب مئات الآلاف من العملاء، وحققت نمواً مطرداً في الأصول تحت الإدارة. وتواصل الشركة الاستثمار في تطوير بنيتها التحتية الرقمية، وتوسيع شبكة خدماتها لتواكب التطورات السريعة في قطاع الخدمات المالية السعودي، واضعة نصب عينيها الريادة في مجال الوساطة وإدارة الأصول الرقمية.

يعكس هيكل ملكية درايه الماليه مزيجاً فريداً بين رأس المال المحلي وخبرات الاستثمار العالمية، حيث تضم قائمة كبار المساهمين شركات استثمارية سعودية بارزة، على رأسها أصول المالية، إلى جانب مستثمرين أفراد من القطاع الخاص. هذه التركيبة منحت الشركة قاعدة مالية متينة ووفرت دعماً معرفياً واستشارياً يعزز من استقرارها وقدرتها على التوسع.

تلعب الشراكات الاستراتيجية دوراً محورياً في تطور ونمو درايه الماليه. فمنذ تأسيسها، حرصت الإدارة على بناء علاقات تعاون مع جهات استثمارية محلية وعالمية، بما فيها بنوك استثمارية، مؤسسات إدارة أصول، وشركات تقنية مالية. هذه الشراكات مكّنت درايه من تنويع منتجاتها، وتقديم خدمات مبتكرة تلبي احتياجات مختلف شرائح العملاء. على سبيل المثال، تعاونها مع شركات عالمية في مجال التداول الإلكتروني أتاح لعملائها الوصول إلى أسواق عالمية مثل الأسهم الأمريكية والأوروبية، مع الحفاظ على التوافق التام مع الضوابط التنظيمية المحلية.

إلى جانب ذلك، يعكس تنوع قاعدة المساهمين في درايه الماليه ثقة المستثمرين في نموذج عمل الشركة ورؤيتها المستقبلية. فقد ساهمت أصول المالية في نقل خبراتها الطويلة في إدارة المحافظ والصناديق الاستثمارية، مما عزز من قوة الشركة التنافسية في السوق. كما أن انفتاح الشركة على استقطاب مستثمرين جدد واستعدادها للطرح العام الأولي (IPO) في 2025 يعد مؤشراً على التزامها بالشفافية وتوسيع قاعدة المساهمين.

هذا النموذج المتوازن في الملكية والشراكات منح درايه الماليه قدرة كبيرة على مواجهة تحديات السوق، والاستفادة من الفرص المتاحة في ظل المنافسة المتزايدة. كما ساعدها على الاستثمار المستمر في تطوير منصاتها الرقمية وتقديم خدمات عالية الجودة، وهو ما انعكس إيجاباً على معدلات النمو في عدد العملاء والأصول المدارة، ومكّنها من المحافظة على مكانتها كشركة رائدة في قطاع الخدمات المالية بالسعودية.

تقدم درايه الماليه باقة متكاملة من الخدمات المالية التي تلبي احتياجات شريحة واسعة من المستثمرين الأفراد والمؤسسات. في مقدمة هذه الخدمات تأتي الوساطة المالية، حيث تتيح الشركة فتح حسابات تداول إلكترونية بسهولة عبر منصاتها الذكية، وتمكن العملاء من الوصول إلى أسواق الأسهم السعودية والعالمية من خلال شراكات استراتيجية مع وسطاء دوليين. تمتاز خدمة الوساطة بسرعة تنفيذ الأوامر، سهولة متابعة المحافظ، وتوفير أدوات تحليل متقدمة تدعم اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة.

في مجال إدارة الأصول، توفر درايه حلولاً متنوعة لإدارة المحافظ الاستثمارية، مع إمكانية تخصيص المحافظ حسب الأهداف والمخاطر المفضلة لدى كل عميل. تستند الشركة إلى منهجية استثمارية قائمة على التحليل الكمي والنوعي، وتوظف فرقاً متخصصة لمتابعة الأسواق وإجراء التعديلات اللازمة لتعظيم العائد وتقليل المخاطر. كما تقدم درايه خدمة الاستثمار الآلي عبر منصة “دراية سمارت”، والتي تعتمد على خوارزميات ذكية لبناء المحافظ وتعديلها بشكل دوري استناداً إلى أداء الأسواق وتفضيلات العملاء.

أما فيما يتعلق بالصناديق الاستثمارية، فقد أطلقت درايه مجموعة من الصناديق المتنوعة التي تغطي قطاعات الأسهم، العقارات، والاستثمارات البديلة. تتيح هذه الصناديق للمستثمرين الاستفادة من تنويع الأصول، وخفض المخاطر المرتبطة بالاستثمار المباشر في الأدوات المالية. كما توفر الشركة تقارير دورية وشفافة عن أداء الصناديق، مع إمكانية الاشتراك والاسترداد إلكترونياً بسهولة.

هذه الخدمات المتكاملة جعلت من درايه الماليه لاعباً أساسياً في تطوير القطاع المالي غير المصرفي، حيث ساهمت في زيادة نسبة المستثمرين الأفراد، ورفعت من مستوى الوعي المالي، ورسخت مفهوم الاستثمار الرقمي الذكي في المملكة.

يعد الابتكار التقني حجر الزاوية في استراتيجية درايه الماليه، حيث حرصت الشركة منذ تأسيسها على توظيف أحدث تقنيات التكنولوجيا المالية (Fintech) لتسهيل تجربة الاستثمار وتحسين كفاءتها. من أبرز الابتكارات التي قدمتها الشركة منصة “دراية سمارت” للاستثمار الآلي (Robo-advisor)، والتي تعتمد على خوارزميات متقدمة لتحليل بيانات العملاء، مستوى المخاطر، والأهداف الاستثمارية، ومن ثم بناء محافظ استثمارية مخصصة يتم تعديلها تلقائياً بناءً على تغيرات السوق.

تمنح دراية سمارت المستثمرين الجدد القدرة على دخول الأسواق المالية دون الحاجة إلى خبرة عميقة في التحليل المالي، حيث تقوم المنصة بتوزيع الأصول بشكل تلقائي، وتوفر تقارير أداء دورية تساعدهم على متابعة استثماراتهم بوضوح. وقد نالت هذه المنصة جوائز تقنية دولية تقديراً لريادتها في مجال الاستثمار الرقمي، فضلاً عن إشادات المستخدمين لجودة تجربة المستخدم وسهولة التعامل.

إلى جانب ذلك، طورت درايه الماليه تطبيقات محمولة ذكية تتيح للعملاء متابعة محافظهم وتنفيذ الأوامر وإدارة الحسابات في أي وقت ومن أي مكان. وقد أضافت الشركة مزايا مثل التنبيهات اللحظية، التحويلات المالية السريعة، والتكامل مع منصات السوشيال ميديا المالية، مما جعلها أكثر قرباً من الجيل الرقمي.

تسعى درايه أيضاً إلى دمج الذكاء الاصطناعي والتحليل البياني المتقدم في خدماتها، من خلال منصات تحليل السوق الآلية وأدوات التنبؤ بالاتجاهات الاستثمارية. وقد انعكس ذلك في تعزيز ثقة العملاء وزيادة معدلات الاستخدام اليومي لخدمات الشركة. يمثل هذا التوجه التقني عاملاً تنافسياً رئيسياً لدرايه، حيث يميزها عن شركات الوساطة التقليدية، ويعزز من مكانتها كشركة رائدة في مجال الخدمات المالية الرقمية في السوق السعودية.

تدرك درايه الماليه أن تطوير السوق المالية السعودية لا يقتصر على تقديم خدمات رقمية متقدمة فحسب، بل يتطلب أيضاً رفع مستوى الثقافة المالية لدى الأفراد والمؤسسات. من هذا المنطلق، أولت الشركة اهتماماً كبيراً بالمبادرات التوعوية، حيث أطلقت برامج تعليمية وندوات تثقيفية عبر منصتها الرقمية “Derayah Academy” ووسائل التواصل الاجتماعي. تهدف هذه المبادرات إلى تمكين المستثمرين من فهم أساسيات الاستثمار، قراءة القوائم المالية، وتحليل أداء الشركات، مما يساعدهم على اتخاذ قرارات مدروسة وأكثر وعياً.

تتنوع أنشطة التثقيف المالي التي تقدمها درايه بين الندوات الافتراضية، الدورات التدريبية، والمحتوى التعليمي المصور. وقد حرصت الشركة على استضافة خبراء ماليين ومستشارين معتمدين لشرح مفاهيم مثل إدارة المخاطر، تنويع المحافظ، واستراتيجيات الاستثمار طويلة الأجل. كما تشارك درايه في الحملات الوطنية التي تقودها هيئة السوق المالية وجمعية المحللين الماليين، بهدف رفع مستوى الوعي المالي بين مختلف شرائح المجتمع.

ساهمت هذه الجهود في زيادة معدل انتشار الثقافة المالية بين الأفراد، حيث تشير الإحصاءات إلى تزايد عدد المستثمرين الجدد الذين ينضمون إلى منصات الشركة بشكل شهري. ونتيجة لذلك، ارتفع عدد الحسابات النشطة لدى درايه إلى مئات الآلاف بحلول نهاية 2024، ما يعكس نجاح الشركة في بناء مجتمع استثماري واعٍ ومتفاعل.

علاوة على ذلك، قامت درايه بإصدار تقارير تعليمية دورية تسلط الضوء على تحليل القوائم المالية للشركات السعودية، مثل شركة حائل للأسمنت وغيرها، وتشرح للمستثمرين كيفية قراءة المؤشرات المالية واتخاذ قرارات استثمارية مبنية على بيانات دقيقة. وتستمر الشركة في تطوير برامجها التعليمية تماشياً مع تطلعات السوق ومعايير الجهات التنظيمية، واضعة نصب أعينها هدف ترسيخ الثقافة المالية كأحد أعمدة التنمية الاقتصادية في المملكة.

شهدت درايه الماليه نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، مدفوعة بتوسع قاعدة العملاء وتنوع المنتجات الرقمية التي تقدمها. وفقاً لأحدث البيانات حتى نهاية 2024، بلغ عدد حسابات التداول النشطة لدى الشركة مئات الآلاف، وهو نمو غير مسبوق يعكس ثقة المستثمرين في الخدمات الرقمية وسهولة الوصول إلى الأسواق. وقد ساهمت العروض التقنية الجديدة، مثل منصة دراية سمارت، في جذب شرائح جديدة من المستثمرين الراغبين في حلول استثمارية ذكية وسريعة.

من حيث القيمة الإجمالية للأصول تحت الإدارة، ارتفعت أصول درايه الماليه إلى مستويات قياسية تجاوزت عدة مليارات من الريالات السعودية بحلول 2025. ويرجع هذا النمو إلى ارتفاع قيمة المحافظ الاستثمارية، وزيادة الإقبال على الصناديق الاستثمارية المشتركة والعقارية التي أطلقتها الشركة مؤخراً. وتُظهر بيانات الشركة أن معدل نمو الأصول تحت الإدارة في 2024 تجاوز 25% مقارنة بالعام السابق، وهو معدل يعكس ديناميكية السوق وفعالية استراتيجيات الجذب والاحتفاظ بالعملاء.

على صعيد الإيرادات، حققت درايه زيادة لافتة في إيرادات العمولات خلال عامي 2024 و2025، حيث سجلت نمواً سنوياً بمعدلات تفوق متوسط القطاع. كما توسعت الشركة في شبكة مراكز خدمة العملاء، ورفعت من حجم التوظيف، خصوصاً في فرق الدعم التقني والتحليل المالي، مما عزز من قدرتها على تلبية احتياجات العملاء بشكل فوري وفعال.

فيما يتعلق بالتوسع في المنتجات، أطلقت درايه في 2024 صناديق عقارية مدعومة ومنصات تعليمية جديدة، وهو ما ساهم في تنويع مصادر الدخل وجذب شرائح مستهدفة جديدة. كما حصلت منصتها الروبوتية على جوائز دولية، مما رفع من مستوى الاعتراف والسمعة الإيجابية للشركة على الصعيدين المحلي والدولي. كل هذه المؤشرات تؤكد أن درايه الماليه تمر بمرحلة نمو قوية، مدعومة باستراتيجية توسع متوازنة تجمع بين التقنية والابتكار والتركيز على العميل.

يعد قطاع الخدمات المالية غير المصرفية في السعودية أحد أكثر القطاعات تنافسية، حيث تتواجد فيه شركات وساطة تقليدية وحديثة جنباً إلى جنب. تنافس درايه الماليه شركات مرموقة مثل كيان المالية، الجزيرة كابيتال، جدوى الاستثمار، والأهلي المالية، إضافة إلى شركات رأس مال محلي مثل نماء للوساطة والسلام المالية.

تتجلى قوة درايه في تركيزها على الحلول الرقمية والابتكار التقني، إذ تستثمر الشركة بشكل مستمر في تطوير منصات التداول الإلكترونية، وتسهيل فتح الحسابات وتحويل الأموال عبر الإنترنت. وتتفوق بذلك على العديد من المنافسين الذين ما زالوا يعتمدون بشكل أكبر على الفروع التقليدية وخدمات الوساطة الكلاسيكية. كما تقدم درايه أدوات تحليل سوقية متقدمة، وتوفر برامج تعليمية ومسابقات افتراضية لتعزيز مشاركة المستثمرين.

من الناحية التنافسية، تملك الشركات التقليدية ميزة الانتشار الجغرافي الواسع والشبكات المؤسسية، لكنها غالباً ما تفتقر إلى المرونة التقنية وسرعة الاستجابة التي تتمتع بها درايه. أما الشركات الرقمية مثل درايه، فقد نجحت في استقطاب جيل الشباب من المستثمرين، الذين يفضلون التعامل عبر التطبيقات الذكية ويبحثون عن خدمات سريعة وشفافة.

إضافة إلى ذلك، تميزت درايه في قدرتها على بناء علاقات شراكة قوية مع شركات استثمارية عالمية، مما أتاح لعملائها فرص الاستثمار في الأسواق الدولية، وهو ما لا توفره جميع شركات الوساطة المحلية. كما أن حصول منصات درايه على جوائز تقنية يعزز من مكانتها في السوق، ويزيد من قدرتها على المنافسة وجذب العملاء الجدد. في المجمل، استطاعت درايه الماليه أن ترسخ لنفسها موقعاً متقدماً بين كبار اللاعبين في القطاع، مدعومة باستراتيجية توازن بين الابتكار الرقمي والخبرة الاستثمارية التقليدية.

أدركت درايه الماليه منذ وقت مبكر أن مستقبل الخدمات المالية يعتمد على التحول الرقمي وتجربة العميل المتكاملة. لهذا استثمرت الشركة بشكل مكثف في تطوير منصات إلكترونية تتيح للعملاء فتح الحسابات، تنفيذ الأوامر، ومتابعة المحافظ الاستثمارية بشكل لحظي. تعتمد تجربة المستخدم في درايه على الواجهة السهلة الاستخدام، التنبيهات الذكية، والدعم الفني الفوري، وهو ما جعلها الخيار المفضل للعديد من المستثمرين الجدد والمتقدمين.

من خلال تطبيقاتها الذكية، يستطيع العملاء إدارة استثماراتهم من أي مكان وفي أي وقت، مع إمكانية الوصول إلى تقارير وتحليلات محدثة باستمرار. كما تقدم درايه خدمة الأوامر الآلية التي تتيح تنفيذ استراتيجيات استثمارية محددة مسبقاً دون الحاجة لتدخل يدوي، وهو ما يسهم في تقليل الأخطاء البشرية والاستفادة من الفرص السوقية اللحظية.

تنعكس هذه التجربة الرقمية المتكاملة في ارتفاع معدلات رضا العملاء، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن نسبة كبيرة من مستخدمي درايه يفضلونها على الشركات التقليدية بسبب سرعة الخدمة وسهولة التعامل. كما أن معدلات الاحتفاظ بالعملاء ونمو الحسابات النشطة تشهدان ارتفاعاً مستمراً، ما يعكس نجاح استراتيجية التحول الرقمي في تعزيز ولاء العملاء وزيادة حجم التداولات.

ساهمت هذه التجربة أيضاً في تغيير معايير السوق السعودي، حيث أصبحت الشركات المنافسة مطالبة بتطوير منصاتها الرقمية ومواكبة تطلعات العملاء المتزايدة. وقد أوجدت درايه بذلك حالة من التنافس الإيجابي دفعت القطاع المالي السعودي نحو المزيد من الابتكار والتطوير، مما يصب في صالح المستثمرين ويرفع جودة الخدمات المقدمة في السوق ككل.

تولي درايه الماليه أهمية قصوى للأمان المالي والامتثال التنظيمي، حيث تخضع جميع عملياتها للرقابة الصارمة من هيئة السوق المالية السعودية (CMA) وتلتزم بأعلى المعايير المهنية في تقديم خدماتها. حصلت الشركة على ترخيص كامل لمزاولة أنشطة الوساطة المالية، إدارة الأصول، وإطلاق الصناديق الاستثمارية، ما يضمن حماية مصالح العملاء وسلامة تعاملاتهم.

تعمل درايه وفق سياسات إفصاح واضحة وشفافة، حيث تقوم بنشر تقارير دورية عن أداء المنتجات الاستثمارية، وتلتزم بالإفصاح عن المخاطر المرتبطة بكل منتج مالي. كما تطبق الشركة ضوابط صارمة لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتستخدم أحدث أنظمة التحقق من الهوية والتشفير الإلكتروني لضمان سرية بيانات العملاء.

من الناحية التقنية، تستثمر درايه بشكل مستمر في تحديث أنظمة الحماية الإلكترونية، وتخضع منصاتها لاختبارات أمان دورية من قبل شركات متخصصة لضمان عدم تعرضها للاختراقات أو الهجمات السيبرانية. كما توفر الشركة قنوات دعم فني متخصصة للتعامل مع أي استفسارات أو مشكلات أمنية قد تواجه العملاء.

تلتزم درايه أيضاً بتحديث سياساتها وفقاً لتطورات الأطر التنظيمية المحلية والعالمية، وتحرص على تدريب موظفيها بشكل مستمر حول أحدث التشريعات ومتطلبات الامتثال. هذا الالتزام الصارم بالأمان والشفافية عزز من مصداقية درايه الماليه في السوق، وجعلها خياراً موثوقاً للمستثمرين الباحثين عن بيئة استثمارية آمنة ومنظمة تحمي حقوقهم وتوفر لهم الطمأنينة الكاملة أثناء تعاملاتهم.

لم تقف طموحات درايه الماليه عند حدود السوق السعودية، بل سعت منذ سنوات إلى تمكين عملائها من الوصول إلى الأسواق المالية العالمية. من خلال شراكاتها مع وسطاء دوليين ومنصات تداول عالمية، تتيح درايه للمستثمرين فرصة التداول في الأسهم الأمريكية، الأوروبية، وغيرها من الأسواق العالمية، مع الحفاظ على الامتثال الكامل للضوابط المحلية.

هذه الخدمة وفرت للمستثمر السعودي إمكانية تنويع محفظته الاستثمارية وتوزيع المخاطر على نطاق أوسع. فعلى سبيل المثال، يمكن للمستثمر من خلال منصة درايه شراء أسهم كبرى الشركات العالمية مثل آبل ومايكروسوفت، أو الاستثمار في صناديق مؤشرات دولية، مما يفتح له آفاقاً جديدة لتحقيق عوائد متنوعة. كما توفر درايه بيانات وتحليلات للأسواق العالمية، وتتيح للمستثمرين متابعة أخبار الشركات المدرجة في البورصات الأجنبية.

مع ذلك، فإن دخول الأسواق العالمية ينطوي على تحديات تتعلق بتقلبات العملات، اختلاف اللوائح التنظيمية، وتفاوت مستويات المخاطر بين الأسواق. لذلك تحرص درايه على توعية عملائها بهذه الجوانب، وتقدم لهم تقارير دورية تشرح المخاطر المرتبطة بالاستثمار الدولي، إضافة إلى أدوات تحليل تمكنهم من اتخاذ قرارات مدروسة.

ساهمت هذه الخطوة في رفع جاذبية درايه الماليه لدى المستثمرين الباحثين عن فرص استثمارية خارجية، وزادت من قدرتها التنافسية في مواجهة شركات الوساطة الكبرى. كما تعكس التوجه الاستراتيجي للشركة نحو التوسع الإقليمي والدولي، ما يجعلها لاعباً محورياً في عملية ربط السوق السعودية بالأسواق المالية العالمية.

تعتمد درايه الماليه على نموذج مالي متنوع يستند إلى عدة مصادر دخل رئيسية، أبرزها عمولات التداول، رسوم إدارة المحافظ، وعائدات الصناديق الاستثمارية. وقد شهدت الشركة في الفترة 2024–2025 نمواً ملحوظاً في إيراداتها، مدفوعاً بزيادة حجم التداولات وتوسع قاعدة العملاء. أفادت التقارير الداخلية بارتفاع شهري في حجم التداول عبر منصة درايه بنسبة تفوق 25% مقارنة بالعام السابق، ما انعكس إيجاباً على الإيرادات التشغيلية.

على صعيد التوظيف، اتبعت درايه سياسة توسعية في استقطاب الكفاءات، لا سيما في مجالات التقنية والتحليل المالي وخدمة العملاء. فقد عززت الشركة فرقها بفنيين متخصصين في تطوير البرمجيات، خبراء بيانات، ومستشارين ماليين معتمدين، لضمان تقديم أفضل الحلول الاستثمارية والدعم الفني للعملاء. كما افتتحت الشركة مراكز خدمة عملاء إضافية في المدن السعودية الكبرى، إلى جانب دعم القنوات الرقمية لتلبية احتياجات العملاء بشكل فوري.

أما من ناحية التوسع، فقد أطلقت درايه في 2024 منتجات جديدة مثل الصناديق العقارية المدعومة ومنصات تعليمية متطورة، ما ساهم في جذب شرائح جديدة من المستثمرين. كما حصلت منصتها الروبوتية على جوائز تقنية عالمية، الأمر الذي عزز من سمعة الشركة وزاد من قدرتها على المنافسة في السوق المحلية والدولية.

تعكس هذه المؤشرات نجاح استراتيجية درايه في بناء نموذج مالي مرن وقادر على التكيف مع تغيرات السوق، مع الحفاظ على معدلات نمو مستدامة في الإيرادات والأرباح. وتواصل الشركة الاستثمار في تطوير بنيتها الرقمية وتوسيع نطاق خدماتها، ما يؤهلها لمواصلة النمو وتحقيق مكانة رائدة في قطاع الخدمات المالية السعودي.

في عام 2025، دخلت درايه الماليه مرحلة جديدة من مسيرتها عبر التحضير لعملية الطرح العام الأولي (IPO)، وهو ما يمثل خطوة استراتيجية تهدف إلى توسيع قاعدة المساهمين وتعزيز رأس المال لدعم خطط التوسع المستقبلية. قامت الشركة بإعداد نشرة طرح أولية متكاملة، استوفت من خلالها المتطلبات التنظيمية التي وضعتها هيئة السوق المالية السعودية، وأفصحت عن خططها للنمو والتوسع في السوقين المحلي والدولي.

يعد الاستعداد للطرح العام مؤشراً على نضج الشركة واستقرارها المالي، حيث يتطلب ذلك مستوى عالٍ من الشفافية والامتثال للضوابط المحاسبية والإفصاحية. استغلت درايه هذا الحدث لتعزيز ثقة المستثمرين الحاليين والجدد، من خلال نشر تقارير تفصيلية عن نتائجها المالية وتوضيح استراتيجياتها التشغيلية. كما نظمت الشركة لقاءات تعريفية وندوات للمستثمرين، بهدف شرح تفاصيل الطرح والمزايا التي يقدمها للمساهمين المحتملين.

من المتوقع أن يؤدي إدراج درايه الماليه في سوق تداول إلى زيادة سيولة أسهم الشركة، وجذب المزيد من رؤوس الأموال المحلية والدولية، فضلاً عن تعزيز مكانتها التنافسية بين شركات الوساطة وإدارة الأصول المدرجة. كما يعكس الطرح التزام الشركة بتطوير القطاع المالي غير المصرفي، ودعم أهداف رؤية المملكة 2030 بتنويع مصادر التمويل وتحفيز الابتكار.

مع ذلك، تتطلب هذه الخطوة من درايه المحافظة على مستويات عالية من الأداء المالي والتشغيلي، والاستمرار في تطوير خدماتها لتلبية تطلعات المساهمين الجدد. وتعد هذه المرحلة مفصلية في تاريخ الشركة، حيث ستحدد قدرتها على الاستدامة والتوسع في بيئة تنافسية متسارعة التغيرات.

يشكل القطاع المالي السعودي بيئة تنظيمية متطورة، حيث تضع هيئة السوق المالية السعودية (CMA) أطرًا صارمة لضمان الشفافية، حماية المستثمرين، وتعزيز استقرار السوق. ضمن هذه البيئة، برزت درايه الماليه كشركة ملتزمة بتطبيق أعلى معايير الامتثال، مستفيدة من التسهيلات التشريعية التي تدعم الابتكار وتطوير الخدمات المالية الرقمية.

تسعى الهيئة إلى تشجيع إدراج الشركات الصغيرة والمتوسطة وتسهيل تمويل المشاريع الاستثمارية، وهو ما انعكس إيجابياً على شركات مثل درايه التي تستفيد من هذه المبادرات لتوسيع قاعدة عملائها ومنتجاتها. كما تشارك درايه في الحملات الوطنية لتعزيز ثقافة الادخار والاستثمار، وتعد من الشركات الرائدة في تقديم برامج التوعية المالية بالتعاون مع الجهات التنظيمية وجمعية المحللين الماليين.

تتميز البيئة التنظيمية في السعودية بمرونتها وسرعة استجابتها لتطورات السوق العالمية، حيث تم تحديث العديد من اللوائح للسماح بتداول الأدوات المالية الرقمية، تسهيل فتح الحسابات عن بُعد، وتمكين عمليات التداول الإلكتروني بشكل آمن وفعال. وتستفيد درايه من هذه التطورات في تقديم خدمات متطورة تواكب المعايير العالمية وتلبي تطلعات المستثمرين.

إضافة إلى ذلك، تلعب درايه الماليه دورًا في دعم أهداف رؤية 2030 بتنويع مصادر الدخل الوطني ورفع نسبة مشاركة الأفراد في السوق المالية. إذ تساهم الشركة في زيادة حجم التداولات، تنويع المنتجات المالية، وجذب استثمارات أجنبية من خلال شراكاتها الدولية. وتعكس نجاحاتها قدرة القطاع المالي السعودي على التكيف مع المتغيرات واحتضان الابتكار، ما يجعله نموذجًا يحتذى به في المنطقة.

تميزت درايه الماليه في السنوات الأخيرة بتوسيع نشاطها في قطاع الصناديق الاستثمارية، حيث أطلقت مجموعة متنوعة من الصناديق تغطي قطاعات الأسهم، العقارات، والاستثمارات البديلة. تهدف هذه الصناديق إلى توفير حلول استثمارية متوازنة تلبي احتياجات المستثمرين الباحثين عن تنويع الأصول وتقليل المخاطر المرتبطة بالاستثمار المباشر.

من أبرز المنتجات التي طرحتها الشركة في 2024 الصندوق العقاري المدعوم، الذي يتيح للمستثمرين الاستفادة من النمو في قطاع العقارات السعودي دون الحاجة لامتلاك الأصول مباشرة. يوفر الصندوق فرصاً للاستثمار في مشاريع تطوير عقاري، مجمعات سكنية وتجارية، مع توزيع الأرباح بشكل دوري وشفاف. كما أطلقت درايه صناديق أسهم وصناديق دخل ثابت تتيح للمستثمرين تحقيق عوائد منتظمة مع المحافظة على درجة مقبولة من المخاطر.

تقوم الشركة بإدارة هذه الصناديق وفق منهجية استثمارية دقيقة تعتمد على التحليل الأساسي والفني، مع متابعة مستمرة لأداء الأسواق وتحديث المحافظ الاستثمارية بما يتناسب مع تغيرات السوق. وتحرص درايه على توفير تقارير دورية تفصيلية للمستثمرين، توضح فيها أداء الصناديق، نسب التوزيعات، وأبرز التطورات في الأسواق المستهدفة.

ساهمت هذه المنتجات في جذب شرائح جديدة من المستثمرين، خاصة من الأفراد والمؤسسات الراغبة في تحقيق نمو مستدام دون الحاجة لإدارة استثماراتهم بشكل مباشر. كما عززت من قدرة الشركة على تنويع مصادر دخلها، وزادت من حجم الأصول تحت الإدارة. في المجمل، تعكس هذه التطورات ريادة درايه الماليه في قطاع الصناديق الاستثمارية والعقارية، وقدرتها على الابتكار وتلبية احتياجات السوق السعودي المتجددة.

تسعى درايه الماليه إلى تحقيق النمو المستدام ليس فقط من خلال تطوير منتجاتها وخدماتها، بل أيضاً عبر التزامها بمبادئ المسؤولية الاجتماعية والبيئية. وضعت الشركة ضمن أولوياتها دعم مبادرات الشمول المالي، تعزيز ثقافة الادخار، وتوفير فرص استثمارية متاحة لمختلف شرائح المجتمع، بما فيهم الشباب والنساء. تشارك درايه في حملات التوعية المالية الوطنية، وتقدم برامج تعليمية مجانية عبر منصتها الرقمية، بهدف رفع مستوى المعرفة المالية ومساعدة الأفراد على اتخاذ قرارات استثمارية مسؤولة.

في جانب الاستدامة البيئية، تلتزم الشركة بتطبيق معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية (ESG) في إدارة استثماراتها، خصوصاً في الصناديق العقارية والمشاريع البديلة. تدعم درايه الاستثمار في مشاريع صديقة للبيئة، وتحرص على دمج معايير المسؤولية البيئية في تقييم الفرص الاستثمارية. كما تشجع على استخدام التكنولوجيا الرقمية في تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن العمليات التشغيلية، وتسعى لتقليل استهلاك الورق والتحول الكامل إلى المعاملات الإلكترونية.

من الناحية الاجتماعية، أطلقت درايه مبادرات لدعم رواد الأعمال والشركات الناشئة من خلال برامج الاستثمار الجريء، كما توفر فرص تدريب وتوظيف للشباب السعودي في مجالات التقنية المالية والتحليل المالي. وتؤمن الشركة بأن الاستثمار في رأس المال البشري هو أساس الاستدامة والنمو على المدى الطويل.

تنعكس هذه الجهود في تعزيز صورة درايه الماليه كشركة مسؤولة اجتماعياً وبيئياً، وتؤكد التزامها بتقديم قيمة مضافة للمجتمع والاقتصاد الوطني. كما تعزز من ثقة المستثمرين والعملاء في الشركة، وتدعم قدرتها على تحقيق نمو مستدام في بيئة مالية متغيرة.