يعد صندوق الاستثمارات العامة (pif) الكيان الاستثماري السيادي الرئيسي في المملكة العربية السعودية، ويمثل إحدى أدوات الدولة لتحقيق التنويع الاقتصادي وتحفيز النمو بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على قطاع النفط. تأسس صندوق الاستثمارات العامة في عام 1971 ليكون الذراع الاستثماري للحكومة، وقد شهد منذ عام 2015 تحولًا جذريًا في استراتيجيته ليصبح أحد الركائز الأساسية لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030. خلال السنوات الأخيرة، تصاعد الدور المحوري لـ pif في السوق المالية السعودية عبر الاستثمارات الضخمة في قطاعات متنوعة مثل الطاقة، التكنولوجيا، السياحة، البنية التحتية والصناعة.
في هذا الدليل الشامل، نستعرض تاريخ صندوق الاستثمارات العامة، أهدافه، هيكله الإداري، أبرز استثماراته المحلية والعالمية، علاقته بالسوق المالية السعودية، المؤشرات المالية الحديثة، وأحدث التطورات والأخبار المتعلقة به. كما نوضح الفروق الجوهرية بين pif والشركات المدرجة في تداول، مع التركيز على أثره في الاقتصاد الوطني، ونجيب على أبرز الأسئلة الشائعة حول الصندوق. ستجد في هذا المقال كل ما تحتاج إليه لفهم طبيعة صندوق الاستثمارات العامة، آليات عمله، وأهميته المتزايدة في رسم مستقبل الاستثمار بالمملكة، مع الالتزام الكامل بقواعد الإفصاح والحياد وفق ضوابط هيئة السوق المالية.
النشأة والتطور التاريخي لصندوق الاستثمارات العامة (pif)
تأسس صندوق الاستثمارات العامة (pif) في عام 1971 بموجب مرسوم ملكي، ليكون المؤسسة الحكومية المسؤولة عن استثمار ثروات المملكة وتوفير التمويل للمشاريع الوطنية الكبرى. في بدايته، ركز الصندوق على تمويل المشاريع التنموية الاستراتيجية ودعم قطاع الصناعة والبنية التحتية، وكان يعمل تحت إشراف وزارة المالية السعودية.
شهد الصندوق في عام 2015 نقطة تحول مهمة عندما أعيدت هيكلته وربطه مباشرة بمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان. هذه الخطوة جاءت ضمن حزمة إصلاحات تهدف لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، حيث أصبح pif أحد الركائز الأساسية لتنويع الاقتصاد الوطني وتقليل الاعتماد على النفط.
منذ ذلك الحين، توسعت صلاحيات الصندوق وأعيدت صياغة استراتيجيته الاستثمارية ليغدو لاعبًا رئيسيًا في الاقتصاد المحلي والعالمي. تطور دوره من مجرد ممول للمشاريع الحكومية إلى محرك استثماري نشط يبادر في تأسيس الشركات وقيادة التحولات الكبرى في الاقتصاد السعودي. يواصل الصندوق اليوم توسيع محفظته الاستثمارية محليًا ودوليًا، مع التركيز على القطاعات الواعدة التي تحقق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.
الهيكل التنظيمي والإدارة لمؤسسة سيادية
يتمتع صندوق الاستثمارات العامة بهيكل تنظيمي فريد يميّزه عن المؤسسات المالية التقليدية في المملكة. يرأس مجلس إدارة الصندوق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، ما يمنحه ثقلًا استراتيجيًا ويعزز قدرته على التنسيق مع أعلى أجهزة صنع القرار في الدولة.
يتكوّن مجلس الإدارة من نخبة من القيادات الحكومية والخبراء الماليين، الأمر الذي يضمن توافق السياسات الاستثمارية للصندوق مع الأهداف الوطنية بعيدة المدى. كما يضم الصندوق إدارات متخصصة في الاستثمار المحلي والعالمي، إدارة الأصول، المخاطر، الحوكمة، والتطوير المؤسسي، إضافة لفريق يضم أكثر من 3,000 موظف بنهاية 2024.
يرتبط الصندوق بشكل وثيق بمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ويخضع للأنظمة الرقابية المحلية، بما في ذلك هيئة السوق المالية السعودية، مع احتفاظه بمرونة عالية في تنفيذ مشاريعه واستثماراته. يُعد هذا الهيكل التنظيمي عاملاً رئيسيًا في نجاح الصندوق وقدرته على تطوير وتنفيذ استراتيجيات استثمارية ضخمة ومتكاملة.
أهداف صندوق الاستثمارات العامة في الاقتصاد السعودي
تركز الأهداف الرئيسية لصندوق الاستثمارات العامة على تحقيق عدة محاور استراتيجية، أبرزها:
1. تنويع مصادر الدخل الوطني: من خلال استثمارات واسعة في قطاعات غير نفطية مثل التقنية، السياحة، الترفيه، والصناعة.
2. تعظيم العائد على الاستثمارات الحكومية: عبر إدارة الأصول الحكومية وتحقيق أفضل العوائد الممكنة على المدى المتوسط والطويل.
3. خلق فرص عمل جديدة: عن طريق تأسيس شركات وطنية كبرى ومشاريع نوعية تسهم في توظيف الكوادر السعودية.
4. دعم المشاريع الاستراتيجية الكبرى (المشاريع الخمسة الكبرى مثل نيوم، القدية، البحر الأحمر، السودة، أمالا).
5. تعزيز مكانة المملكة عالميًا كمحور استثماري وجذب الاستثمارات الأجنبية.
6. تطوير أسواق رأس المال المحلية عبر دعم الإصدارات والسندات والمشاركة في الشركات المدرجة.
هذه الأهداف تتكامل مع رؤية السعودية 2030، حيث صُممت إستراتيجية pif ليكون الذراع الرئيسي في تنفيذ برامج التحول الوطني وتحقيق التنمية الشاملة المستدامة.
حجم الأصول والمؤشرات المالية الحديثة لصندوق الاستثمارات العامة
يُصنف صندوق الاستثمارات العامة بين أكبر الصناديق السيادية عالميًا من حيث حجم الأصول. بحسب أحدث البيانات، بلغت أصول الصندوق بنهاية العام 2024 نحو 4.32 تريليون ريال سعودي (أي أكثر من 1.15 تريليون دولار).
سجل الصندوق إيرادات تشغيلية وصلت إلى 413.4 مليار ريال لعام 2024، مقارنة بـ 331.3 مليار ريال في 2023، ما يشير إلى نمو سنوي بنسبة تقارب 25%. أما صافي الدخل فوصل إلى 25.8 مليار ريال في 2024، مع ملاحظة تراجع عن العام السابق الذي شهد صافي ربح 64.4 مليار ريال. هذا التفاوت يُعزى إلى تغيرات تقييم الأصول وبعض العوامل المحاسبية والاستراتيجية المتعلقة بإعادة هيكلة المحفظة.
بلغت حقوق الملكية للصندوق 2.47 تريليون ريال، كما ارتفع عدد الشركات ضمن محفظته إلى أكثر من 220 شركة (منها أكثر من 100 شركة أسسها الصندوق بنفسه). تعكس هذه المؤشرات قدرة الصندوق على النمو وتحقيق أثر اقتصادي واسع النطاق.
من الجدير بالذكر أن الصندوق لا يملك سعر سهم أو قيمة سوقية كما في الشركات المدرجة، إذ لا يتم تداول وحداته أو أسهمه في السوق المالية السعودية.
كيف يعمل pif: طبيعة الاستثمارات وآليات العمل
يختلف عمل صندوق الاستثمارات العامة عن الشركات المدرجة أو الصناديق الاستثمارية التقليدية؛ فهو كيان سيادي مملوك بالكامل للدولة ولا يُطرح للاكتتاب العام. يستثمر الصندوق في نطاق واسع من القطاعات عبر أدوات متنوعة مثل:
- الاستثمار المباشر في الشركات الوطنية الكبرى.
- الاستحواذ على حصص مؤثرة في شركات مدرجة (مثل STC وأكوا باور).
- تأسيس شركات جديدة في قطاعات استراتيجية.
- الاستثمار في الأصول العقارية ومشاريع البنية التحتية.
- شراكات عالمية واستثمارات خارجية في التكنولوجيا، الطاقة، الأسواق المالية، وغير ذلك.
يتبع الصندوق معايير حوكمة صارمة في إدارة المخاطر وتوزيع الأصول، ويعتمد على فرق متخصصة في دراسة الفرص وتنفيذ المشاريع. يسعى لتحقيق التوازن بين العوائد المالية والأثر التنموي، حيث يتم إعادة استثمار الأرباح لدعم مشاريع جديدة وتحقيق أهداف رؤية 2030.
العلاقة بين pif والسوق المالية السعودية (تداول)
على الرغم من أن صندوق الاستثمارات العامة لا يطرح أسهمه في السوق المالية السعودية (تداول)، إلا أن له تأثيرًا كبيرًا على أداء السوق والشركات المدرجة. يمتلك الصندوق حصصًا مؤثرة في شركات قيادية مثل الاتصالات السعودية (STC)، أكوا باور، وعدد من شركات البتروكيماويات، والصناعة، والبنوك.
يقوم الصندوق أحيانًا ببيع أو شراء بعض الحصص في هذه الشركات ضمن استراتيجيته لإعادة توزيع الاستثمارات أو تحقيق سيولة لدعم مشاريع جديدة. مثال ذلك بيع 48 مليون سهم في شركة "أم القرى للتنمية والإعمار (مسار)" خلال عام 2025.
كما يسهم الصندوق في دعم السيولة بأسواق رأس المال عبر الاستثمار في الصكوك والسندات، وإطلاق صناديق استثمارية تدعم نمو السوق المحلي. هذا التفاعل يجعل من pif لاعبًا أساسيًا في دفع عجلة التداول والاستثمار بالبورصة السعودية، وإن كان ذلك بشكل غير مباشر.
أبرز القطاعات والمشاريع الاستراتيجية في محفظة pif
تتنوع استثمارات صندوق الاستثمارات العامة لتشمل أكثر من 13 قطاعًا حيويًا، من بينها:
- الطاقة المتجددة والبتروكيماويات: عبر شركات مثل أكوا باور وSPARK.
- البنية التحتية: استثمارات ضخمة في الموانئ، النقل، المياه، والكهرباء.
- التكنولوجيا والابتكار: تأسيس شركات تقنية مثل "سكاي" المتخصصة في الذكاء الاصطناعي.
- الترفيه والسياحة: المشاريع العملاقة مثل نيوم، القدية، البحر الأحمر، أمالا، والسودة.
- الصناعة: دعم شركات مثل دسر للصناعات التحويلية.
- الصحة: استثمارات في المستشفيات وشركات التقنية الحيوية.
- الخدمات المالية والتأمين والبنوك.
تسعى هذه الاستثمارات لتحقيق التكامل الاقتصادي وتعزيز القيمة المضافة المحلية، مع التركيز على بناء قطاعات جديدة تستقطب المواهب وتوفر فرص عمل وتدعم التنمية المستدامة.
أثر صندوق الاستثمارات العامة في رؤية المملكة 2030
يلعب صندوق الاستثمارات العامة دورًا محوريًا في تنفيذ برامج رؤية المملكة 2030، إذ تم تكليفه بقيادة عملية التحول الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط. من خلال استراتيجياته الاستثمارية، يسعى الصندوق إلى زيادة مساهمته في الناتج المحلي غير النفطي بنحو تريليوني ريال سعودي بحلول 2030.
يأتي ذلك عبر تمويل المشاريع الضخمة (مثل المدن العملاقة)، تطوير قطاعات جديدة كالتقنية والسياحة والترفيه والصناعة، وتعزيز بيئة الأعمال المحلية لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر. كما يدعم الصندوق مبادرات تطوير رأس المال البشري، وبرامج التدريب والتوطين، وتوطين سلاسل القيمة في صناعات استراتيجية.
تؤكد هذه الجهود أن pif ليس مجرد مستثمر مالي، بل هو شريك استراتيجي في بناء اقتصاد سعودي متنوع ومستدام، ويعمل كأداة تنفيذية لتحقيق مستهدفات الرؤية الوطنية.
مقارنة pif مع الصناديق السيادية العالمية
يُعد صندوق الاستثمارات العامة من بين أكبر الصناديق السيادية في العالم من حيث الأصول تحت الإدارة، وينافس مؤسسات سيادية عريقة مثل جهاز أبوظبي للاستثمار (ADIA)، وصندوق الثروة السيادي النرويجي، وصندوق الاستثمار القطري والكويتي.
تتميز استراتيجية pif بتركيزها العالي على التنمية المحلية، وتأسيس مشاريع نوعية داخل السعودية، إلى جانب استثمارات عالمية مختارة بعناية. وعلى عكس بعض الصناديق التي تركز على العوائد المالية فقط، يوازن pif بين العائد المالي والأثر الاقتصادي والاجتماعي.
تستفيد المملكة من مرونة الصندوق في تنفيذ استثمارات متنوعة، ما يمنحه قدرة تنافسية في استقطاب الفرص الاستثمارية الدولية والمساهمة في تعزيز مكانة السعودية كمركز مالي واستثماري عالمي.
الاختلافات الجوهرية بين صندوق الاستثمارات العامة والشركات المدرجة
رغم أن صندوق الاستثمارات العامة يُعتبر لاعبًا رئيسيًا في السوق المالية السعودية، إلا أنه يختلف جوهريًا عن الشركات المدرجة من عدة نواحٍ:
- الملكية: pif مملوك بالكامل للدولة، ولا يطرح أسهمه للاكتتاب أو التداول.
- التقارير المالية: لا يلتزم الصندوق بنفس نماذج الإفصاح الربعي أو السنوي للشركات المدرجة، بل يُعلن عن بيانات مالية مجمعة.
- المؤشرات المالية: لا يوجد سعر سهم، أو مكرر ربحية، أو توزيعات أرباح تقليدية كما في الشركات.
- الأهداف: يركز الصندوق على العائد الاقتصادي والتنمية طويلة المدى، وليس الربحية السنوية فقط.
- التأثير: يؤثر الصندوق في السوق عبر امتلاكه حصصًا في شركات مدرجة، دون أن يكون جزءًا من المؤشرات الرئيسية للسوق.
هذا الاختلاف يعكس الطبيعة السيادية للصندوق، ويمنحه مرونة في تنفيذ استثمارات استراتيجية لا تتقيد باعتبارات السوق قصيرة المدى.
آخر التطورات والأخبار حول صندوق الاستثمارات العامة (2024-2025)
شهد صندوق الاستثمارات العامة في عامي 2024 و2025 العديد من التطورات البارزة:
- إتمام بيع 48 مليون سهم في شركة "أم القرى للتنمية والإعمار (مسار)" ضمن استراتيجية إعادة توزيع الاستثمار.
- حصول الصندوق على تصنيف ائتماني مرتفع (A-1) من وكالة ستاندرد آند بورز مع نظرة مستقبلية مستقرة.
- توقيع شراكات استراتيجية مع شركات مثل أكوا باور، مايكروسوفت، والشركة السعودية لتقنية المعلومات.
- التوسع في برنامج السوق المالية عبر دعم الإصدارات الحكومية والسندات، وضخ سيولة في السوق المحلية.
- تنفيذ استثمارات عالمية نوعية مثل المشاركة في أول صندوق مؤشرات متداولة للدخل الثابت في الأسواق الأوروبية.
- استمرار الإعلان عن مشاريع ومدن كبرى مثل نيوم، أمالا، والسودة، وبرامج لتطوير القوى العاملة الوطنية في قطاعات التكنولوجيا.
تعكس هذه التطورات قدرة الصندوق على مواكبة التحولات الاقتصادية العالمية، والاستجابة بمرونة لمتطلبات التنمية المحلية.
أهم الشركاء والاستثمارات البارزة لصندوق الاستثمارات العامة
يملك صندوق الاستثمارات العامة محفظة متنوعة من الشراكات والاستثمارات البارزة محليًا ودوليًا. من أبرز الشركاء والشركات التي يمتلك فيها الصندوق حصصًا مؤثرة:
- الاتصالات السعودية (STC): أحد أكبر المساهمين.
- أكوا باور: مساهم رئيسي في قطاع الطاقة والمياه.
- شركات المشاريع العملاقة: نيوم، البحر الأحمر، القدية، السودة، أمالا.
- شركات صناعية وتقنية: دسر، سكاي، SPARK.
- شراكات عالمية: استثمارات في شركات تقنية كبرى وصناديق استثمارية عالمية، مشاركة في صندوق "SoftBank Vision Fund"، واستحواذات في شركات يابانية وأوروبية.
تسعى هذه الشراكات إلى تعزيز القيمة المحلية، نقل التقنية، وتوطين الخبرات، وجذب الاستثمار الأجنبي، وجعل السعودية نقطة ارتكاز في الاقتصاد العالمي.
الفرص والتحديات أمام pif في المرحلة القادمة
يواجه صندوق الاستثمارات العامة العديد من الفرص مع بعض التحديات في سياق التحول الكبير الذي تعيشه المملكة:
- الفرص: التوسع في قطاعات واعدة مثل الذكاء الاصطناعي، الطاقة المتجددة، السياحة، التقنية المالية. دعم الشركات الناشئة والمشاريع الريادية. استقطاب الشراكات الدولية ونقل التقنية.
- التحديات: تقلبات الأسواق العالمية، متطلبات الشفافية والإفصاح، إدارة المخاطر في استثمارات ضخمة وطويلة الأجل. التوازن بين الأهداف المالية والأثر التنموي، وتحقيق مستهدفات التوطين وخلق الوظائف.
يتعامل الصندوق مع هذه التحديات عبر سياسات حوكمة قوية، تنويع المحفظة الاستثمارية، وتحفيز الابتكار. تؤكد المؤشرات المالية والإنجازات الحديثة قدرة pif على تجاوز العقبات وتحقيق أهدافه الاستراتيجية في ظل المتغيرات المحلية والدولية.
كيف يمكن للأفراد الاستفادة من أعمال صندوق الاستثمارات العامة؟
على الرغم من أن صندوق الاستثمارات العامة ليس متاحًا للاستثمار المباشر من قبل الأفراد أو المستثمرين الصغار (أي لا يمكن شراء أسهم أو وحدات فيه)، إلا أن تأثيره على السوق والاقتصاد المحلي يعود بالنفع غير المباشر على عموم المواطنين:
- توفير فرص العمل: عبر تأسيس شركات جديدة أو التوسع في قطاعات ناشئة.
- دعم القطاعات الحيوية: مثل الصحة، التعليم، الترفيه، التكنولوجيا، ما ينعكس على جودة الحياة.
- تعزيز السوق المالية: دعم الشركات المدرجة، ما قد يؤثر على أداء الأسهم في تداول.
- برامج تمويلية وصناديق مشتركة: إطلاق مبادرات تدعم المستثمرين الصغار ورواد الأعمال.
للاستفادة من أثر الصندوق، يمكن للأفراد متابعة الشركات التي يستثمر فيها pif، أو الاستفادة من البرامج والمبادرات التي يعلن عنها بشكل دوري لدعم القطاعات الجديدة وتطوير الكفاءات الوطنية.
الخلاصة
أصبح صندوق الاستثمارات العامة (pif) المحرك الرئيسي لعملية التحول الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، مستندًا إلى رؤية طموحة واستراتيجية استثمارية متكاملة تدعم التنويع الاقتصادي وتنمية القطاعات غير النفطية. من خلال إدارته لمحفظة ضخمة من الأصول وتأسيس مشاريع نوعية وشراكات محلية ودولية، أصبح للصندوق تأثير واسع على السوق المالية السعودية والاقتصاد الوطني بشكل عام.
ومع أن الصندوق لا يطرح أسهمه للتداول ولا يمكن الاستثمار المباشر فيه من قبل الأفراد، إلا أن أثره غير المباشر على نمو السوق، خلق فرص العمل، وتطوير القطاعات الحيوية يجعل منه ركيزة أساسية في مستقبل المملكة الاقتصادي.
للحصول على أقصى استفادة من الفرص الاستثمارية في السوق السعودية، يُنصح دائمًا بالاطلاع المستمر على التطورات المرتبطة بأنشطة pif، ومتابعة الشركات المدرجة والمؤشرات المالية ذات العلاقة. كما تؤكد منصة SIGMIX على أهمية استشارة مستشار مالي مرخص قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية لضمان توافقها مع الأهداف الشخصية والظروف المالية لكل مستثمر.
الأسئلة الشائعة
صندوق الاستثمارات العامة هو الصندوق السيادي للمملكة العربية السعودية، أُسس عام 1971، ويهدف إلى إدارة ثروات الدولة وتنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط. الصندوق يقود الاستثمارات الحكومية في القطاعات المحلية والعالمية، ويعمل كذراع تنموية لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 عبر تأسيس شركات وطنية كبرى وتمويل مشاريع استراتيجية.
لا يمكن للأفراد أو المستثمرين الصغار شراء أسهم أو وحدات استثمارية في صندوق الاستثمارات العامة، إذ أنه كيان سيادي مملوك بالكامل للدولة وغير مدرج في السوق المالية. لكن يمكن الاستفادة بشكل غير مباشر من أنشطته من خلال الشركات المدرجة التي يمتلك فيها حصصًا أو من خلال المبادرات والبرامج التي يطلقها لدعم قطاعات معينة.
بلغت أصول الصندوق بنهاية 2024 نحو 4.32 تريليون ريال، مع إيرادات تشغيلية بلغت 413.4 مليار ريال وصافي دخل بلغ 25.8 مليار ريال. لا يمتلك الصندوق مؤشرات تقليدية مثل سعر السهم أو مكرر الربحية، وتُقاس نجاحاته عبر نمو الأصول والأثر الاقتصادي طويل المدى.
يؤثر صندوق الاستثمارات العامة على تداول بشكل غير مباشر من خلال امتلاكه حصصًا استراتيجية في شركات مدرجة رئيسية، وقيامه بعمليات بيع وشراء ضمن استراتيجيته الاستثمارية. كما يدعم السيولة في السوق عبر الاستثمار في الصكوك والسندات وإطلاق صناديق استثمارية جديدة، مما يعزز من عمق ونمو السوق المالية.
يرتبط الصندوق بشكل وثيق برؤية 2030، حيث يُعد الذراع الاستثمارية الرئيسية لتحقيق أهداف التحول الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل. يقود الصندوق مشاريع استراتيجية كبرى ويسهم في تطوير قطاعات جديدة، ويستهدف رفع مساهمته في الناتج المحلي غير النفطي بشكل كبير بحلول عام 2030.
لا يوزع صندوق الاستثمارات العامة أرباحًا نقدية على مستثمرين، إذ أنه ليس شركة مساهمة ولا يملك مساهمين تقليديين. أرباح الصندوق تُعاد استثمارها في مشاريع جديدة أو تُستخدم لدعم أهداف التنمية الوطنية وفق استراتيجيته طويلة المدى.
يستثمر صندوق الاستثمارات العامة في مجموعة واسعة من القطاعات تشمل الطاقة المتجددة والبتروكيماويات، البنية التحتية، التكنولوجيا، الترفيه، السياحة، الصناعة، الصحة، والخدمات المالية. يهدف الصندوق من خلال هذه الاستثمارات إلى تنويع الاقتصاد السعودي وخلق وظائف جديدة.
لا يوجد منافسون مباشرين لصندوق الاستثمارات العامة داخل السعودية، فهو الكيان السيادي الرئيسي لإدارة الاستثمارات الحكومية. أما على الصعيد العالمي، فيُقارن الصندوق بنظرائه من الصناديق السيادية في دول مثل الإمارات، النرويج، قطر والكويت.
يمكن للأفراد الاستفادة بشكل غير مباشر من مشاريع وبرامج pif عبر الوظائف الجديدة التي توفرها الشركات التي يؤسسها أو يستثمر فيها الصندوق، ومن خلال البرامج التدريبية والمبادرات التي تدعم رواد الأعمال والقطاعات الناشئة. كما يمكن أن يستفيد المستثمرون المحليون من أداء الشركات المدرجة التي يمتلك فيها الصندوق حصصًا.
من أبرز التطورات في عامي 2024 و2025: بيع حصص في شركات مدرجة، توقيع شراكات مع شركات كبرى مثل أكوا باور ومايكروسوفت، الحصول على تصنيف ائتماني مرتفع، إطلاق استثمارات في صناديق المؤشرات الأوروبية، وتوسيع برامج دعم السوق المالية السعودية. تعكس هذه التطورات استمرار الصندوق في قيادة التحول الاقتصادي وتحقيق أهداف رؤية 2030.