تعد cma، أو هيئة السوق المالية السعودية، حجر الأساس في تنظيم وحوكمة أسواق رأس المال في المملكة العربية السعودية. منذ تأسيسها في عام 2003، عملت cma كجهة مستقلة تهدف إلى تنظيم وتطوير بيئة السوق المالي، بما في ذلك سوق الأسهم الرئيسة (تداول)، وسوق نمو الموازي، وصناديق الاستثمار، والصكوك والسندات. تلعب الهيئة دورًا محوريًا في حماية المستثمرين، وتعزيز الشفافية، ورفع كفاءة السوق ضمن رؤية المملكة 2030. وتغطي مهامها نطاقًا واسعًا من إصدار اللوائح التنظيمية، مراقبة الالتزام بمعايير الحوكمة، الإشراف على شركات الوساطة، وحتى إدارة صناديق تعويض المستثمرين المتضررين من المخالفات. مع تزايد أهمية الاستثمار في السوق السعودي وارتفاع حجم التداولات والسيولة، باتت cma محورًا رئيسيًا في تحقيق التوازن والاستقرار، وضمان بيئة استثمارية جاذبة وآمنة لكل من المستثمرين المحليين والأجانب. في هذا المقال، نستعرض بشكل مفصل كل ما تحتاج معرفته عن cma: من التعريف والهيكل، إلى أحدث البيانات الإحصائية، اللوائح، التطورات التنظيمية، وأساليب حماية المستثمر، مع التركيز على الأثر الفعلي للهيئة على تجربة المستثمرين في السوق السعودية.
ما هي هيئة السوق المالية (cma)؟ التعريف والدور الأساسي
cma، أو هيئة السوق المالية السعودية، هي الجهة التنظيمية المستقلة المسؤولة عن تنظيم وتطوير أسواق رأس المال في المملكة. تأسست بموجب نظام هيئة السوق المالية عام 2003، وتعمل كجهاز رقابي يركز على ضمان كفاءة وعدالة السوق، حماية حقوق المستثمرين، والارتقاء بالبيئة الاستثمارية بما يدعم أهداف رؤية 2030.
تشرف cma على جميع الأنشطة المرتبطة بالأوراق المالية، بدءًا من سوق الأسهم الرئيسية (تداول)، وسوق نمو الموازي، وصناديق الاستثمار، وصولاً إلى أدوات الدين مثل الصكوك والسندات. من مهامها الأساسية إصدار اللوائح التنظيمية، منح تراخيص لشركات الوساطة وإدارة الاستثمار، الإشراف على إدراج الشركات، مراقبة الإفصاح والشفافية، وضمان التزام جميع الجهات بمعايير الحوكمة.
تتجلى أهمية cma في دورها كحارس النظام المالي: فهي تضع الضوابط لمنع الممارسات المخالفة مثل التداول على أساس معلومات داخلية، وتدير صندوق تعويض المستثمرين المتضررين من المخالفات السوقية. وتختلف بذلك عن شركة السوق المالية السعودية (تداول)، التي تشكل المنصة التشغيلية للتداول. الهيئة تنسق مع جهات حكومية أخرى، مثل وزارة المالية ومؤسسة النقد، لضمان سلامة واستقرار القطاع المالي السعودي.
الهيكل التنظيمي والموارد البشرية في cma
تتبع cma نموذجًا تنظيمياً يستند إلى هيكل إداري متدرج يرأسه مجلس إدارة يتكوّن من محافظ ونواب وأعضاء متخصصين. يتم تعيين المجلس بأمر ملكي وفق المعايير المهنية والمالية. يتولى المجلس مسؤولية رسم الاستراتيجية العامة ووضع السياسات الرقابية، بينما تتوزع المهام التنفيذية على الإدارات المتخصصة (مثل إدارة الرقابة، إدارة التراخيص، وإدارة حماية المستثمر).
بحلول منتصف 2025، يعمل داخل شركات الوساطة والاستثمار المرخصة أكثر من 7,000 موظف، وبلغت نسبة التوطين نحو 78% من القوى العاملة في القطاع المالي، ما يعكس التزام الهيئة بتعزيز السعودة وتوطين الكفاءات.
يتمتع موظفو cma بتدريب عالي المستوى في الجوانب المالية والقانونية والتقنية. كما توظف الهيئة موارد تقنية متطورة لمراقبة التداولات واكتشاف المخالفات، وتعمل باستمرار على تطوير القدرات البشرية من خلال برامج تدريبية ودراسات عليا بالتعاون مع مؤسسات تعليمية ومالية محلية ودولية. هذا الهيكل المتكامل مكّن الهيئة من التصدي للتحديات التنظيمية ودعم تطلعات المملكة في بناء سوق مالي متطور وموثوق.
اللوائح والتعليمات التنظيمية الصادرة عن cma
تتولى cma مسؤولية إصدار وتحديث اللوائح التنظيمية التي تحكم جميع أنشطة الأوراق المالية في السعودية. تشمل هذه اللوائح قواعد الطرح والإدراج، تعليمات الإفصاح المستمر، معايير الحوكمة، ضوابط ملكية الأجانب، أنظمة مكافحة التلاعب وغسل الأموال، وقواعد التعامل مع الوسطاء ومديري الصناديق.
تخضع جميع شركات الوساطة، مديري الأصول، وصناديق الاستثمار العاملة في السوق لرقابة صارمة من الهيئة، ويشترط حصولها على تراخيص سارية من cma. تتم مراجعة اللوائح بشكل دوري لمواكبة التطورات المحلية والعالمية في الأسواق المالية، وضمان أعلى درجات العدالة والشفافية للمستثمرين.
من أبرز التعديلات الأخيرة: تسهيل فتح حسابات الاستثمار للأجانب، تشديد متطلبات الإفصاح للشركات المدرجة، وإطلاق مبادرات لاستدامة السوق مثل إلزام الشركات بالإفصاح عن معايير الحوكمة المؤسسية والبيئية (ESG) بحلول نهاية 2025. تعكس هذه اللوائح النهج الديناميكي للهيئة في مواكبة تطورات الاقتصاد العالمي ومتطلبات المستثمرين المحليين والدوليين.
حماية المستثمرين: منظومة الرقابة وصندوق التعويض
تضع cma حماية المستثمرين في قلب رسالتها التنظيمية. تعتمد الهيئة على نظام مراقبة إلكتروني متطور (نظام المراقبة التلقائي) يرصد التداولات بحثًا عن أي أنماط غير طبيعية أو مخالفات مثل التلاعب بالأسعار أو التداول بناءً على معلومات داخلية. عند الاشتباه بأي مخالفة، تقوم الهيئة بالتحقيق واتخاذ الإجراءات اللازمة من فرض غرامات أو إيقاف حسابات وحتى الإحالة للجهات القضائية المختصة.
أطلقت الهيئة صندوق تعويض المستثمرين (Investor Compensation Fund) الذي يهدف لتعويض الأفراد المتضررين من مخالفات الجهات المرخصة (مثل شركات الوساطة أو مديري الاستثمار). في عام 2024، بلغ إجمالي التعويضات المدفوعة للمستثمرين المتضررين حوالي 389 مليون ريال سعودي، مما يعكس فاعلية النظام الرقابي في استرداد حقوق الأفراد وتعزيز الثقة في السوق.
توفر الهيئة أيضًا قنوات تواصل فعّالة لتلقي الشكاوى والاستفسارات، وتعمل على تسوية النزاعات بأسرع وقت ممكن، مع نشر تقارير دورية حول أداء الصندوق وعدد القضايا المعالجة.
فتح الحسابات الاستثمارية ومتطلبات التداول وفق cma
تضع cma إطارًا واضحًا لفتح الحسابات الاستثمارية للأفراد والمؤسسات بغرض الاستثمار في الأسهم، السندات، أو الصكوك المدرجة. يتطلب فتح الحساب التعاقد مع وسيط مالي مرخص من الهيئة، تقديم وثائق إثبات الهوية، واجتياز إجراءات 'اعرف عميلك' (KYC). تم تحديث اللوائح مؤخرًا لتسهيل فتح الحسابات للأجانب وغير المقيمين، وإتاحة خيارات إثبات الهوية الإلكتروني عبر منصة 'نفاذ'.
لا تشترط معظم شركات الوساطة حدًا أدنى للإيداع لفتح الحساب، ولكن بعض الشركات قد تضع متطلبات إضافية حسب سياسة المخاطر. جميع الحسابات الجديدة تسجل إلكترونيًا وتخضع لمراقبة الهيئة المستمرة لضمان الالتزام بالتعليمات، والحد من المخاطر المحتملة (مثل غسيل الأموال أو الحسابات الوهمية). يلتزم المستثمرون بالموافقة على سياسات التداول والإفصاح، وتحديث بياناتهم بشكل دوري حسب تعليمات الهيئة.
تتيح هذه الإجراءات وصولًا مرنًا وآمنًا لجميع فئات المستثمرين إلى السوق السعودي، مع الحفاظ على سلامة النظام المالي واستقراره.
حدود ملكية الأجانب في السوق السعودي وتطوراتها التنظيمية
شهدت السوق السعودية تحولات كبيرة في سياسة ملكية الأجانب بفضل مبادرات cma. في البداية، كان الحد الأقصى لملكية المستثمر الأجنبي في شركة مدرجة لا يتجاوز 5%. ومع التوجه لتعزيز تدفق رؤوس الأموال الأجنبية، رفعت الهيئة هذا السقف تدريجيًا ليصل إلى 30% من أسهم أي شركة مدرجة بنهاية 2024.
تمثل هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية أوسع لجذب المستثمرين الأجانب، وزيادة عمق السوق، وتعزيز السيولة والاستقرار. كما تسهم في رفع مكانة السوق السعودية عالميًا ضمن مؤشرات الأسواق الناشئة.
أعلنت cma مؤخرًا أنها ستراجع هذه النسبة في 2026، وقد تتيح مرونة أكبر أو رفعًا تدريجيًا للسقف وفقًا للظروف الاقتصادية والمعايير الدولية. هذا النهج يوازن بين حماية السوق المحلية وتحفيز الاستثمار الأجنبي، ويمنح المستثمرين رؤية أوضح حول البيئة التنظيمية في المملكة.
القيمة السوقية، السيولة، وعدد الشركات المدرجة في السوق السعودي
شهدت السوق المالية السعودية نموًا متسارعًا في السنوات الأخيرة، مدعومًا بإجراءات تنظيمية فعّالة من cma. حتى نهاية 2024، بلغ عدد الشركات المدرجة في السوق الرئيسية أكثر من 212 شركة، إضافة إلى أكثر من 20 شركة في سوق نمو الموازي.
بلغت القيمة السوقية للأسهم المدرجة حوالي 9.0–9.5 تريليون ريال سعودي (2.4 تريليون دولار)، مع تسجيل متوسط قيمة تداول يومي يتجاوز 10–12 مليار ريال في السوق الرئيسية. هذا يعكس حجم السيولة الكبير وإقبال المستثمرين الأفراد والمؤسسات، مع ارتفاع عدد الحسابات الاستثمارية النشطة إلى حوالي 4 ملايين حساب.
تتوزع القيمة السوقية على قطاعات البنوك، الطاقة، العقار، الصناعة، والخدمات، حيث تشكل القطاعات الكبرى حوالي 70% من إجمالي القيمة السوقية. كما شهدت السوق نموًا في إصدارات الصكوك والسندات، التي تجاوزت 200 مليار ريال من أدوات الدين المتداولة في 2024.
الموارد المالية والتشغيلية للهيئة: إيرادات ومصروفات cma
تتمتع cma بميزانية مستقلة تُموّل من رسوم التراخيص والإشراف وإصدارات الأوراق المالية، دون الاعتماد المباشر على الموازنة الحكومية. في عام 2024، بلغت إيرادات الهيئة التشغيلية نحو 1.81 مليار ريال سعودي، مقابل مصاريف تشغيلية بنحو 970 مليون ريال، ما يعكس نموذجًا ماليًا مستدامًا وفائضًا يدعم خطط التطوير الرقابي والتقني.
تشمل إيرادات الهيئة رسوم تراخيص الشركات، رسوم الإدراج، ورسوم الإشراف على التداولات، في حين تتركز المصروفات على تطوير أنظمة المراقبة، تدريب الموظفين، تحديث البنية التقنية، وإطلاق المبادرات التوعوية للمستثمرين.
يتيح هذا الوضع المالي القوي للهيئة مرونة أكبر في تنفيذ سياساتها الرقابية والاستثمار في تقنيات الكشف المبكر عن المخاطر، بما يضمن استدامة تطور السوق المالية السعودية.
تطورات اللوائح والسياسات الحديثة في cma (2024-2025)
واكبت cma التطورات العالمية في الأسواق المالية عبر تحديث لوائحها وسياساتها باستمرار. في عامي 2024 و2025، أطلقت الهيئة حزمة من التعديلات شملت تسهيل فتح الحسابات الاستثمارية للأجانب، تحديث متطلبات الإفصاح، وتوسيع نطاق الحوكمة المؤسسية للشركات المدرجة.
ركزت التعديلات الحديثة على تعزيز الشفافية، تسريع عمليات تسجيل الحسابات، وتبني معايير الاستدامة (ESG) كجزء إلزامي من التقارير السنوية للشركات بحلول نهاية 2025. كما أطلقت الهيئة شراكات مع هيئات دولية لتعزيز الحماية القانونية للمستثمرين الأجانب، وشاركت في مبادرات التمويل الأخضر وتوطين التقنية المالية.
تشمل التطورات الأخيرة أيضًا مراجعة سقف ملكية الأجانب، التوسع في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة لسوق نمو، وتحديث سياسات الإفصاح عن البيانات المالية والحوكمة. كل ذلك عزز من مكانة السوق السعودية بين الأسواق الناشئة وجذب المزيد من رؤوس الأموال العالمية.
العلاقة بين cma وشركة السوق المالية السعودية (تداول)
من المهم التمييز بين دور cma ودور شركة السوق المالية السعودية (تداول). فبينما تشكل cma الجهة التنظيمية التي تضع القواعد وترخص وتراقب، تُعد تداول الجهة التشغيلية التي تدير منصة التداول وتنفذ الصفقات.
cma مسؤولة عن الترخيص والإشراف، سن القوانين، متابعة التزام الشركات المدرجة، حماية حقوق المستثمرين، والتحقيق في المخالفات. أما تداول، فهي المسؤولة عن البنية التحتية الفنية للسوق: إدارة أوامر البيع والشراء، تسوية الصفقات، نشر الأسعار، وتوفير خدمات التداول للمستثمرين عبر الوسطاء.
هذا التكامل بين الجهتين يخلق بيئة استثمارية متكاملة حيث تعمل الهيئة على ضمان العدالة والكفاءة، بينما تُمكّن تداول المستثمرين من تنفيذ أوامرهم بسلاسة وأمان.
دور cma في دعم رؤية المملكة 2030 وتطوير السوق المالية
تلعب cma دورًا محوريًا في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 من خلال تطوير البيئة التشريعية للسوق المالية، جذب الاستثمارات الأجنبية، وتوسيع قاعدة المستثمرين المحليين.
تشمل مساهمات الهيئة تحديث اللوائح لرفع سقف ملكية الأجانب، تعزيز الشفافية والإفصاح، تطوير بنية تحتية رقمية متقدمة، ودعم إدراج الشركات الصغيرة والمتوسطة عبر سوق نمو. كما تدعم الهيئة الابتكار المالي من خلال تشجيع الفنتك وتنظيم التمويل الجماعي وصناديق رأس المال الجريء.
أدى ذلك إلى رفع نسبة سوق الأسهم إلى الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة أعداد المستثمرين النشطين، وجذب صناديق استثمار محلية ودولية كبرى. تسعى الهيئة باستمرار لتحديث أنظمتها بما يتوافق مع أفضل الممارسات العالمية، وتطوير برامج توعية مالية للمجتمع لرفع الوعي الاستثماري.
حماية السوق من التلاعب والممارسات غير القانونية: آليات الرقابة
تعتمد cma على منظومة رقابية متقدمة للكشف المبكر عن الممارسات غير القانونية في السوق المالية. يتضمن ذلك أنظمة إلكترونية تراقب جميع العمليات بحثًا عن أنماط تداول غير طبيعية، مثل التلاعب بالأسعار، التداول بناءً على معلومات داخلية، أو استغلال الحسابات الوهمية.
عند الاشتباه بوجود مخالفة، تبدأ الهيئة إجراءات التحقيق التي قد تشمل طلب مستندات إضافية، استجواب الأطراف المعنية، وتحليل البيانات الفنية. تُفرض العقوبات على المخالفين وفقًا لنظام السوق المالية، وتتراوح بين الغرامات المالية، الإيقاف المؤقت أو الدائم، وأحيانًا الإحالة للسلطات القضائية المختصة.
تسهم هذه الآليات في رفع ثقة المستثمرين بالسوق، وتقليل المخاطر النظامية، والحفاظ على النزاهة والعدالة لجميع المتعاملين. كما تقدم الهيئة برامج توعية دورية لتمكين المستثمرين من التعرف على المخاطر والإبلاغ عن أي حالات اشتباه.
شكاوى المستثمرين وآلية تسوية النزاعات مع الجهات المرخصة
توفر cma قنوات رسمية وشفافة لتلقي الشكاوى من المستثمرين ضد شركات الوساطة أو أي جهة مرخصة. يمكن تقديم الشكاوى إلكترونيًا عبر موقع الهيئة، أو عبر تطبيقات الجوال، أو من خلال مركز خدمة العملاء.
تتطلب الشكوى توضيح تفاصيل القضية وإرفاق المستندات الداعمة، مثل كشوفات الحساب أو عقود التداول. تقوم الهيئة بمراجعة الشكوى وتحويلها إلى لجنة متخصصة تحقق في ملابساتها، وتُلزم الجهة المعنية بتقديم رد خلال فترة محددة (عادةً 30 يومًا).
بعد دراسة القضية، تصدر الهيئة قرارًا بحل النزاع أو اتخاذ إجراءات تصحيحية، ويمكن كذلك التوجه للجنة الفصل في منازعات الأوراق المالية للفصل القضائي النهائي. تهدف هذه الإجراءات لضمان العدالة وسرعة تسوية النزاعات، وتعزيز ثقة المستثمرين بالنظام المالي.
مقارنة cma مع الجهات التنظيمية المالية المحلية والعالمية
تُعد cma نظيرًا للعديد من الهيئات التنظيمية المالية في العالم مثل هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC)، وهيئة السلوك المالي البريطانية (FCA). لكن بخلاف الجهات المنافسة في السوق التجاري، لا توجد 'منافسة مباشرة' للهيئة في السعودية، بل توجد هيئات مكملة مثل مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) التي تشرف على البنوك وشركات التأمين.
تتفوق cma في تبني معايير الحوكمة العالمية، تحديث اللوائح بشكل دوري، وفتح السوق تدريجيًا للاستثمارات الأجنبية. كما تواكب الهيئة التطورات في التقنية المالية، التمويل الأخضر، وتنظيم أدوات الدين والصكوك.
التكامل بين الهيئات التنظيمية المحلية (cma، ساما، وهيئات الاتصالات) يعزز استقرار النظام المالي، ويمنح المستثمرين بيئة متكاملة وآمنة. في السياق الدولي، تحظى الهيئة باعتراف وشراكات مع منظمات عالمية، وتشارك في المبادرات الدولية لتطوير أسواق المال.
الخلاصة
تلعب هيئة السوق المالية السعودية (cma) دورًا لا غنى عنه في تطوير البنية التشريعية وضمان استقرار ونمو السوق المالية بالمملكة. عبر منظومة رقابية متكاملة، ولوائح تتماشى مع أفضل الممارسات العالمية، تعمل الهيئة على حماية المستثمرين، تعزيز الشفافية، وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، بما يخدم مستهدفات رؤية 2030. من خلال تحديث السياسات التنظيمية، دعم الابتكار المالي، وتوفير قنوات فعالة لتسوية النزاعات، تضع cma المملكة في مصاف الأسواق المالية العالمية من حيث الجاذبية والاستقرار. ومع التطورات المستمرة في السوق، يصبح من الضروري لكل مستثمر أو راغب في دخول السوق السعودي فهم دور الهيئة ولوائحها التنظيمية. نذكّر دائمًا بأهمية الرجوع إلى مستشار مالي مرخص قبل اتخاذ أي قرار استثماري، ويمكنكم عبر منصة SIGMIX متابعة آخر المستجدات والحصول على مصادر موثوقة حول السوق المالية السعودية.
الأسئلة الشائعة
تتمثل وظيفة cma في تنظيم وتطوير أسواق رأس المال السعودية، وحماية حقوق المستثمرين، وتعزيز الشفافية والعدالة في التداول. تضع الهيئة اللوائح التنظيمية، تمنح التراخيص لشركات الوساطة وصناديق الاستثمار، وتشرف على الإفصاح، كما تراقب السوق لمنع الممارسات المخالفة مثل التلاعب أو استغلال المعلومات الداخلية. وتدير الهيئة كذلك صندوق تعويض المستثمرين المتضررين من المخالفات.
لفتح حساب استثماري، يجب التعاقد مع وسيط مالي مرخص من cma. يتطلب ذلك تقديم إثبات الهوية، اجتياز إجراءات اعرف عميلك (KYC)، والموافقة على سياسات التداول. وفرت الهيئة مؤخرًا تسهيلات للأجانب وغير المقيمين، مثل إثبات الشخصية الإلكتروني عبر 'نفاذ'. جميع الحسابات تخضع للمراقبة وفق لوائح الهيئة لضمان الأمان والشفافية.
حددت cma سقف ملكية الأجانب في الشركات المدرجة بنسبة 30% لكل شركة حتى نهاية 2024، بعد أن كان 5% في السابق. وتعمل الهيئة حاليًا على مراجعة هذا الحد، وقد ترفعه تدريجيًا خلال 2026 لتعزيز تدفق الاستثمارات الأجنبية، مع مراعاة التوازن بين حماية السوق المحلية وجاذبية الاستثمار الدولي.
أنشأت cma صندوق تعويض المستثمرين لتعويض الأفراد المتضررين من مخالفات الجهات المرخصة مثل شركات الوساطة أو مديري الاستثمار. للاستفادة، يجب تقديم شكوى رسمية للهيئة، وبعد التحقق من المخالفة وثبوت الأحقية، يُصرف التعويض وفق لوائح الصندوق. في 2024، بلغ مجموع التعويضات المدفوعة حوالي 389 مليون ريال سعودي.
تعتمد cma أنظمة مراقبة إلكترونية متطورة لرصد أي أنماط تداول غير قانونية مثل التلاعب بالأسعار أو التداول بالمعلومات الداخلية. في حال وجود مخالفة، تبدأ الهيئة تحقيقًا رسميًا، وتفرض عقوبات مالية أو جزائية عند اللزوم. كما توفر قنوات تواصل للمستثمرين للإبلاغ عن أي نشاط مشبوه في السوق.
cma هي الجهة التنظيمية التي تضع القواعد، ترخص، وتراقب الالتزام بها في السوق المالية السعودية. أما 'تداول السعودية' فهي الجهة التشغيلية التي تدير منصة السوق، تنفذ أوامر البيع والشراء، وتنشر الأسعار. الهيئة تهتم بالرقابة والإشراف، وتداول تهتم بالتشغيل الفني وتنفيذ الصفقات.
حالياً، لا تصدر cma أي تراخيص لتداول العملات الرقمية أو الاستثمار فيها، وتعتبر التعامل بها خارج نطاق إشرافها. وقد حذرت الهيئة من المخاطر المرتبطة بالعملات الافتراضية غير المنظمة، مؤكدة أن الاستثمار المرخص يقتصر على الأسهم، الصكوك، والسندات المدرجة في السوق الرسمي.
يمكن تقديم الشكوى إلكترونيًا عبر موقع الهيئة أو التطبيقات الرسمية، مع توضيح تفاصيل المشكلة وإرفاق الوثائق الداعمة. تُراجع الهيئة الشكوى وتحيلها للجهة المختصة للتحقيق، وتُلزم الجهة المعنية بالرد خلال فترة محددة. تهدف هذه الخدمة إلى حماية المستثمرين وضمان العدالة في السوق.
تسعى cma إلى تطوير سوق مالي متقدم وجاذب للاستثمارات العالمية، من خلال تحديث اللوائح، تعزيز الشفافية، دعم الابتكار المالي، وتوسيع قاعدة المستثمرين. بذلك تساهم الهيئة في تحقيق مستهدفات رؤية 2030 بتنويع الاقتصاد السعودي وزيادة جاذبية السوق المالية.
لا توجد منافسة مباشرة، فـcma جهة تنظيمية مستقلة. لكن هناك هيئات تنظيمية مكملة مثل مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) التي تشرف على البنوك، وهيئة الاتصالات التي تشرف على قطاع الاتصالات. وتتكامل هذه الهيئات لضمان بيئة مالية مستقرة وشاملة.