gib capital: نظرة شاملة على خدمات الشركة ودورها في السوق المالية السعودية

تأسست شركة GIB Capital في أبريل 2008 كجزء من التوجه الاستراتيجي لبنك الخليج الدولي (GIB) نحو التوسع في المملكة العربية السعودية، أكبر سوق مالي في المنطقة. جاء هذا التأسيس بعد دراسة معمقة لاحتياجات السوق المحلية، حيث لوحظ تزايد الطلب على الخدمات المصرفية الاستثمارية المتخصصة، خصوصًا في ظل التطورات التي شهدها الاقتصاد السعودي خلال العقدين الماضيين. اختارت مجموعة الخليج الدولي تأسيس ذراعها الاستثماري في السعودية برأس مال مدفوع يبلغ 200 مليون ريال سعودي، وهو رقم يعكس الثقة والطموح في بناء مؤسسة قادرة على المنافسة مع أعرق البنوك الاستثمارية المحلية والدولية.

تتمتع GIB Capital بدعم قوي من الجهة الأم، بنك الخليج الدولي، الذي تأسس في البحرين عام 1975 وتملكه جهات خليجية رفيعة على رأسها صندوق الاستثمارات العامة السعودي. هذا الدعم منح الشركة قاعدة مالية وتنظيمية قوية، وجعلها قادرة على الاستفادة من شبكة علاقات البنك الأم وخبراته الممتدة عبر الخليج. منذ البداية، حصلت GIB Capital على التراخيص اللازمة من هيئة السوق المالية السعودية، ما أتاح لها ممارسة أنشطة استثمارية متعددة بموثوقية عالية. عملت الشركة منذ تأسيسها على جذب الكفاءات المحلية والدولية، حيث بلغ عدد موظفيها المتخصصين أكثر من 80 موظفًا بحلول عام 2024، ما ساهم في بناء مؤسسة ذات قدرات تنافسية في تقديم المشورة المالية، إدارة الأصول، وتنفيذ عمليات الطرح والاكتتاب للشركات السعودية والخليجية.

إن انطلاقة GIB Capital القوية في السوق السعودية جاءت في وقت كانت فيه المملكة تشهد إصلاحات اقتصادية كبيرة وزيادة في الشفافية المالية، الأمر الذي ساعد الشركة على النمو السريع واحتلال مكانة متقدمة ضمن شركات الاستثمار والوساطة الرائدة في السوق المحلي.

تستمد GIB Capital قوتها من ارتباطها الوثيق ببنك الخليج الدولي (Gulf International Bank B.S.C.)، الذي يُعتبر أحد أكبر البنوك متعددة الجنسيات في منطقة الخليج. يملك هذا البنك، ومقره البحرين، الحصة الأكبر في الشركة ويعمل تحت إشراف مجموعة من كبار المساهمين، أبرزهم صندوق الاستثمارات العامة السعودي، بالإضافة إلى بنوك ومؤسسات مالية خليجية. هذه البنية الملكية تمنح GIB Capital قاعدة مالية صلبة، وتفتح أمامها آفاقاً واسعةً للتعاون الإقليمي والدولي ضمن القطاع المالي.

على الصعيد التنظيمي، تعمل GIB Capital بموجب ترخيص رسمي من هيئة السوق المالية السعودية (CMA)، الجهة المنظمة للقطاع المالي في المملكة. يفرض هذا الترخيص على الشركة الالتزام الصارم بالمعايير واللوائح المحلية، بما في ذلك متطلبات الشفافية، الإفصاح، وحوكمة الشركات. وتخضع الشركة لعمليات تدقيق دورية من قبل الجهات الرقابية لضمان سلامة الأداء المالي والإداري. كما أن ارتباطها المؤسسي ببنك الخليج الدولي يمنحها فرصة الاستفادة من أفضل الممارسات العالمية في مجال الامتثال وإدارة المخاطر، وهو ما ينعكس إيجاباً على ثقة العملاء والمستثمرين.

يمتاز هيكل الشركة التنظيمي بوجود مجلس إدارة يضم خبرات مصرفية واستثمارية رفيعة المستوى، إلى جانب لجنة تنفيذية تشرف على العمليات اليومية، ولجان متخصصة لمتابعة المخاطر، التدقيق، الاستثمار، والامتثال. هذا التكوين يضمن اتخاذ قرارات استراتيجية فعالة، ويعزز من قدرة الشركة على التكيف مع المتغيرات السريعة في السوق. وبفضل هذه الحوكمة المتقدمة، استطاعت GIB Capital الحفاظ على سمعتها كمؤسسة مالية مرموقة ملتزمة بأعلى معايير النزاهة والشفافية والحوكمة، ما يجعلها شريكاً موثوقاً للقطاعين العام والخاص في المملكة وخارجها.

تشكل الموارد البشرية أحد أهم أصول GIB Capital، إذ تعتمد الشركة على طاقم عمل يتمتع بكفاءة عالية وخبرة واسعة في شتى مجالات الاستثمار والخدمات المصرفية. حتى عام 2024، بلغ عدد موظفي الشركة أكثر من 80 متخصصًا، معظمهم من ذوي المؤهلات العليا والخبرات الدولية في مجالات مثل إدارة الأصول، الاستشارات الاستثمارية، التحليل المالي، وهندسة المنتجات المالية. وتتميز الشركة بجذبها للكوادر المحلية والدولية، ما يخلق بيئة عمل متعددة الثقافات تدعم الابتكار وتبادل المعرفة.

يولي مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية في GIB Capital أهمية بالغة لتطوير الكفاءات المهنية، حيث توفر الشركة برامج تدريب مستمر، وورش عمل تخصصية، واتفاقيات تعاون مع مؤسسات تعليمية ومالية رائدة. تهدف هذه المبادرات إلى تحديث معارف الموظفين ومواكبة أحدث الاتجاهات في عالم المال والاستثمار، خصوصاً مع التطورات السريعة التي يشهدها السوق السعودي ضمن رؤية 2030.

حازت الشركة على أكثر من 18 جائزة محلية وإقليمية ودولية تقديرًا لتميزها في تقديم الخدمات المصرفية الاستثمارية. وتشمل هذه الجوائز مجالات إدارة الأصول، الأداء في الاستشارات المالية، جودة الأبحاث والتحليلات، والابتكار في الخدمات الرقمية. تعكس هذه الجوائز تقدير مجتمع المال والأعمال لاحترافية فريق العمل وفعالية الحلول المقدمة للعملاء. بالإضافة إلى ذلك، يستفيد موظفو الشركة من بيئة عمل داعمة تشجع على التطوير الوظيفي، وترسخ مفاهيم المسؤولية المهنية والأخلاقية، ما يعزز قدرة الشركة على اجتذاب والاحتفاظ بأفضل الكفاءات في السوق السعودية والخليجية.

تقدم GIB Capital مجموعة متكاملة من الخدمات المصرفية الاستثمارية التي تواكب احتياجات الشركات والمؤسسات في المملكة العربية السعودية. وتشمل هذه الخدمات إدارة عمليات الطرح العام الأولي (IPO)، الاستشارات المالية المتعلقة بعمليات الدمج والاستحواذ (M&A)، بالإضافة إلى ترتيب الإصدارات الخاصة بالأسهم والسندات والصكوك. تلتزم الشركة بتقديم حلول مصممة خصيصًا لكل عميل اعتمادًا على دراسة معمقة لقطاعه وأهدافه الاستراتيجية.

في مجال الطروحات العامة، تلعب GIB Capital دورًا محوريًا في إعداد الشركات للإدراج في السوق المالية السعودية (تداول)، بدءًا من إعداد الملف التنظيمي، مرورًا بالتقييم المالي، وصولاً إلى تسويق الإصدار واستقطاب المستثمرين المؤسسيين. كما تشارك الشركة في العديد من الإصدارات الخاصة للشركات المتوسطة والكبيرة، وتقدم استشارات حول هيكلة رأس المال والتخارج الاستراتيجي.

أما في مجال الاندماج والاستحواذ، تمتلك GIB Capital خبرة واسعة في ترتيب صفقات معقدة تتطلب تقييماً دقيقًا للشركات المستهدفة، إجراء العناية الواجبة، وتقديم المشورة حول هيكلة الصفقة وتمويلها. وتستفيد الشركة من علاقاتها الإقليمية والدولية لإيجاد فرص شراكة وتحالفات استراتيجية لعملائها. وتساهم هذه الخدمات في تعزيز مكانة الشركة كشريك استثماري موثوق قادر على إدارة صفقات بملايين الريالات وتحقيق تطلعات العملاء. من خلال هذه الأعمال، تبرز GIB Capital كواحدة من الجهات الرئيسة الداعمة لنمو السوق المالية السعودية، خاصة في ظل زيادة الطروحات الحكومية والخاصة ضمن رؤية المملكة 2030.

تُعد إدارة الأصول أحد أعمدة خدمات GIB Capital، حيث تدير الشركة أصولًا تفوق قيمتها 12 مليار ريال سعودي لصالح عملائها من المؤسسات، الشركات العائلية، والأفراد ذوي الملاءة المالية العالية. تعتمد الشركة في إدارة هذه الأصول على استراتيجيات استثمارية متقدمة تجمع بين التنويع، إدارة المخاطر، وتحقيق عوائد مستدامة ضمن الأطر التنظيمية المحلية والدولية.

تغطي حلول إدارة الأصول باقة واسعة من المنتجات المالية، منها المحافظ الاستثمارية المتنوعة، الصناديق الاستثمارية العامة والخاصة، إضافة إلى أدوات الدخل الثابت والأسهم المحلية والدولية. وتستخدم الشركة تقنيات متطورة في تحليل الأسواق وتحديد الاتجاهات الاستثمارية، مستفيدة من فريق أبحاث متخصص يقوم برصد وتحليل الفرص الاستثمارية وفق أحدث النماذج المالية والاقتصادية.

تولي GIB Capital أهمية خاصة لتخصيص الأصول حسب احتياجات كل عميل، وتعمل على تصميم حلول استثمارية مخصصة تأخذ في الاعتبار الأهداف المالية، درجة تحمل المخاطر، والأفق الزمني للاستثمار. بالإضافة إلى ذلك، توفر الشركة تقارير دورية شاملة حول أداء المحافظ، وأدوات إلكترونية تتيح للعملاء متابعة استثماراتهم بشكل لحظي. هذا المستوى من الشفافية والاحترافية ساهم في بناء قاعدة عملاء وفية من كبار المستثمرين والمؤسسات الحكومية وشبه الحكومية، ما يعكس قدرة الشركة على تحقيق التوازن بين الابتكار المالي والالتزام بأعلى معايير الحوكمة والشفافية.

تواكب GIB Capital التطورات التقنية في قطاع الوساطة المالية من خلال منصتها الحديثة GIB Capital Tadawul، التي تتيح للعملاء إمكانية تداول الأسهم، الصكوك، والصناديق المدرجة في السوق المالية السعودية بسهولة وأمان. توفر المنصة واجهة استخدام متقدمة تدعم تنفيذ الصفقات بشكل سريع وفعال، مع إمكانية الوصول إلى بيانات السوق اللحظية، التحليلات الفنية، وتاريخ التداولات.

تخدم خدمات الوساطة شريحة واسعة من العملاء بدءًا من المستثمرين الأفراد وصولًا إلى المؤسسات المالية الكبرى، مع توفير حلول مصممة لكل فئة وفق احتياجاتها الاستثمارية. وتدعم المنصة التداول عبر الإنترنت والأجهزة الذكية، ما يعزز من كفاءة التنفيذ وسرعة الاستجابة لتغيرات السوق. كما توفر الشركة فريق دعم متخصص يساعد العملاء في فتح الحسابات، متابعة العمليات، وحل أي إشكالات تقنية أو إجرائية.

واحدة من نقاط القوة في منصة GIB Capital Tadawul هي التكامل مع خدمات التحليل المالي والأبحاث السوقية المقدمة من الشركة، ما يمكن المستثمرين من الاطلاع على أحدث التوصيات والدراسات (دون تقديم نصائح استثمارية مباشرة)، وبالتالي اتخاذ قرارات استنادية مستنيرة. علاوة على ذلك، تلتزم الشركة بمعايير الأمان السيبراني وحماية بيانات العملاء، وتخضع عملياتها الإلكترونية لمراجعات دورية من قبل الجهات الرقابية. بفضل هذه المنظومة المتكاملة، أصبحت GIB Capital إحدى الشركات الرائدة في تقديم خدمات الوساطة المالية الرقمية في المملكة، ما يعزز من سيولة السوق وجاذبيتها للمستثمرين المحليين والأجانب.

تتوجه خدمات GIB Capital إلى طيف واسع من العملاء، ما يعكس قدرتها على تلبية احتياجات قطاعات اقتصادية متنوعة. تركز الشركة بشكل خاص على الشركات الكبرى والمؤسسات العائلية، التي تشكل عصب الاقتصاد السعودي، حيث تقدم لها حلولاً مالية واستثمارية متكاملة تشمل إعادة هيكلة رأس المال، التخطيط للنمو، واستراتيجيات التخارج أو التحول الرقمي. وتستفيد هذه الشركات من خبرة GIB Capital في تمويل المشاريع الكبرى، إدارة الاكتتابات، وتقديم المشورة في صفقات الدمج والاستحواذ.

بالإضافة إلى ذلك، تستهدف الشركة رجال الأعمال وكبار المستثمرين الأفراد من خلال حلول إدارة الثروات المصممة خصيصاً وفق متطلبات كل عميل، مع التركيز على تحقيق التوازن بين العائد والمخاطرة. كما تشكل المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية جزءاً أساسياً من قاعدة عملاء الشركة، حيث تستفيد هذه الجهات من خدمات الاستشارات المالية، ترتيب التمويل للمشاريع العملاقة، وتصميم برامج استثمارية تناسب سياساتها وأهدافها الوطنية.

تتميز GIB Capital بمرونتها في التعامل مع العملاء وتقديم حلول شخصية تراعي خصوصية كل قطاع، مستفيدة من شبكة علاقات إقليمية ودولية واسعة. كما تعتمد الشركة على منهجية تشاركية في تطوير الخدمات، حيث تستمع بعناية لتطلعات العملاء وتواكب التغيرات التنظيمية والاقتصادية في السوق السعودية. هذا النهج جعلها شريكاً مفضلاً لدى العديد من الكيانات الكبرى في المملكة، وأسهم في ترسيخ مكانتها كمؤسسة مالية رائدة على الصعيدين المحلي والإقليمي.

تشير أحدث المؤشرات المالية إلى أن GIB Capital تدير أصولًا تتجاوز قيمتها 12 مليار ريال سعودي لصالح عملائها حتى عام 2024، ما يعكس نجاحها في استقطاب رؤوس أموال محلية ودولية من مختلف القطاعات. جاء هذا النمو نتيجة للثقة التي اكتسبتها الشركة في السوق السعودية، والدعم التنظيمي القوي، بالإضافة إلى تقديمها حلولًا متطورة ومبتكرة.

من ناحية الجوائز والإنجازات، حصلت GIB Capital على أكثر من 18 جائزة خلال مسيرتها منذ التأسيس، وتنوعت هذه الجوائز بين جوائز محلية مثل "أفضل بنك استثماري"، وجوائز إقليمية ودولية تقديرًا لابتكارها في إدارة الأصول، جودة الأبحاث، وخدمة العملاء. تعكس هذه الجوائز تقدير مجتمع المال والأعمال لمستوى الاحترافية الذي تقدمه الشركة، فضلاً عن التزامها بمعايير الجودة والشفافية.

تسعى الشركة باستمرار إلى تحسين الأداء المالي من خلال توسيع قاعدة عملائها، وتعزيز منصاتها التقنية، وتطوير منتجات استثمارية جديدة تلبي متطلبات السوق المتغيرة. وتتبع الشركة منهجية إدارة مخاطر صارمة، وتلتزم بمتطلبات الإفصاح المالي التي تفرضها هيئة السوق المالية السعودية، ما يعزز من مصداقيتها وموثوقيتها في أعين المستثمرين. بفضل هذه المؤشرات، تواصل GIB Capital تعزيز موقعها بين أضخم شركات الاستثمار في المملكة والمنطقة.

تلعب GIB Capital دورًا مهمًا في دعم شركات القطاع الصناعي السعودي، وبالأخص قطاع الأسمنت الذي يُعد أحد أعمدة الاقتصاد الوطني. تقدم الشركة خدمات استشارية وتمويلية لشركات مثل هايل للاسمنت (رمزها 3001) وغيرها من الشركات الصناعية الكبرى، حيث تساعدها في إعادة هيكلة رأس المال، ترتيب التمويل للمشاريع التوسعية، وتقديم الدراسات السوقية التي تدعم اتخاذ القرار.

قطاع الأسمنت في السعودية يشهد تنافسًا قويًا بين عشرات الشركات، ويعتمد بشكل كبير على الطلب الحكومي ومشاريع البنية التحتية ضمن رؤية 2030. تتعاون شركات الاستثمار مثل GIB Capital مع هذه الشركات في عمليات الطرح والإدراج في سوق الأسهم، وتشارك في ترتيب عمليات الاستحواذ أو الدمج بين الشركات لتعزيز الكفاءة وتقليل التكاليف التشغيلية. كما تركز الشركة على تقييم المخاطر والفرص التي تواجه شركات الأسمنت، خاصة في ظل التحديات المتعلقة بفائض الإنتاج، تقلبات الأسعار، وتكاليف الطاقة.

تستفيد شركات الأسمنت من خدمات إدارة الأصول التي تقدمها GIB Capital من خلال طرح منتجات استثمارية مخصصة تعزز من استدامة النمو وزيادة العوائد على المدى الطويل. كما تلعب الشركة دورًا في ربط هذه الشركات بالمستثمرين المحليين والدوليين عبر منصات الوساطة والتداول. ونتيجة لهذه الأنشطة، تساهم GIB Capital في دعم استقرار ونمو قطاع الأسمنت السعودي، مع تعزيز الشفافية وتبني أفضل الممارسات الحوكمة والإفصاح المالي.

يُعتبر سوق الأسمنت السعودي من أكبر الأسواق في العالم بفضل حجم الطلب المحلي الكبير ومشاريع البنية التحتية الضخمة التي تشهدها المملكة. يتنافس في هذا القطاع عدد من الشركات الرائدة مثل أسمنت نجران، أسمنت الرياض، أسمنت الجوف، أسمنت اليمامة، أسمنت المدينة، أسمنت الشرقية، وهايل للاسمنت (سابقًا حائل للاسمنت). تتركز المنافسة بين هذه الشركات على أساس الموقع الجغرافي، الطاقة الإنتاجية، والسيطرة على حصص السوق المحلية.

تواجه شركات الأسمنت تحديات جمة أبرزها فائض الإنتاج، ما يؤدي إلى ضغوط على الأسعار وهوامش الربحية. كما أن التكاليف التشغيلية، خصوصًا الطاقة والمواد الخام، تؤثر بشكل مباشر على ربحية الشركات. وتفرض الجهات التنظيمية معايير بيئية صارمة للحد من الانبعاثات الكربونية، مما يدفع الشركات لتبني تقنيات صديقة للبيئة مثل استخدام الوقود البديل وزيادة كفاءة خطوط الإنتاج.

على المستوى الإقليمي، تواجه الشركات السعودية منافسة محدودة من شركات إماراتية وأردنية وعراقية، خاصة في المناطق الحدودية. أما فرص النمو المستقبلية، فتتعلق بشكل أساسي بزيادة الإنفاق الحكومي على مشاريع الإسكان والمدن الصناعية ضمن رؤية 2030، بالإضافة إلى التوسع في أسواق التصدير إذا سمحت الظروف اللوجستية والتنظيمية. تلعب شركات الاستثمار مثل GIB Capital دورًا في دعم هذه الشركات عبر تقديم الدراسات المالية وخدمات إعادة هيكلة رأس المال، ما يساعدها على مواجهة التحديات وتحقيق الاستدامة المالية في سوق متغير.

شهدت الفترة ما بين 2024 و2025 تطورات ملحوظة في السوق المالية السعودية، انعكست بشكل مباشر على أنشطة شركات الاستثمار مثل GIB Capital. من أبرز هذه التطورات توسيع الشركة لحضورها الرقمي عبر إطلاق خدمات GIB eTrade المتطورة التي سهلت الوصول إلى بيانات السوق وتنفيذ الصفقات بصورة أسرع وأكثر كفاءة. كما عززت الشركة من إمكانيات فريق الأبحاث لديها، ووسعت تغطيتها القطاعية لتشمل قطاعات جديدة مثل التقنية، الرعاية الصحية، والصناعات التحويلية.

على مستوى السوق ككل، استمرت هيئة السوق المالية في دعم الاكتتابات الأولية وإدخال أدوات مالية جديدة مثل السندات الحكومية، ما فتح آفاقًا واسعة أمام شركات الاستثمار للمشاركة كمستشارين أو منظمي طروحات. كما أسهمت هذه التطورات في زيادة حجم التداول، وجذب مستثمرين أجانب جدد، وذلك في إطار التحولات الاقتصادية المصاحبة لرؤية 2030.

أما في قطاع الأسمنت، فقد شهدت الشركات المنتجة زيادة معتدلة في الطلب نتيجة لارتفاع الإنفاق الحكومي على مشاريع البنية التحتية. إلا أن المنافسة القوية وفائض المعروض استمرا في الضغط على الأسعار وهوامش الأرباح. في السياق ذاته، واصلت GIB Capital تقديم استشاراتها المالية لشركات القطاع، وساهمت في ترتيب عمليات تمويل وإعادة هيكلة لبعض الشركات الصناعية. وتزامن ذلك مع حملات تنظيمية جديدة لتعزيز الشفافية والإفصاح المالي، ما انعكس إيجابًا على جودة البيانات المالية المتاحة للمستثمرين. في المجمل، أثرت هذه التغيرات على استراتيجية GIB Capital، ودعمت نموها في السوق السعودية كجهة استثمارية موثوقة وحديثة.

تولي GIB Capital أهمية قصوى للامتثال التنظيمي والحوكمة الرشيدة، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين لاستدامة الأعمال وبناء ثقة العملاء والمستثمرين. تخضع الشركة لإشراف صارم من هيئة السوق المالية السعودية، وتلتزم بجميع اللوائح والأنظمة المتعلقة بالإفصاح المالي، مكافحة غسل الأموال، وحماية حقوق المستثمرين. كما تعتمد الشركة سياسات صارمة لإدارة المخاطر الداخلية، وتشمل هذه السياسات مراقبة العمليات التشغيلية، الامتثال الضريبي، وتقييم المخاطر الائتمانية والاستثمارية بشكل دوري.

يعمل لدى الشركة فريق متخصص بإدارة الامتثال، يتابع باستمرار التغيرات التنظيمية ويضمن تحديث سياسات وإجراءات العمل وفقًا لأحدث المتطلبات المحلية والدولية. وتحرص الشركة على تطبيق أفضل الممارسات العالمية في مجالات الشفافية، إعداد التقارير المالية، والإفصاح عن المصالح، مع الالتزام بمعايير الحوكمة التي تفرضها الجهات الرقابية. إضافة إلى ذلك، يخضع الأداء المالي والإداري للشركة لمراجعات خارجية دورية من قبل مدققين مستقلين، ما يعزز من مصداقية البيانات المالية المقدمة للعملاء والجهات التنظيمية.

بفضل هذا الالتزام، حصلت GIB Capital على ثقة مجتمع المال والأعمال، وحققت سجلًا خاليًا من المخالفات الجوهرية منذ تأسيسها. وتعتبر الشركة نموذجًا يحتذى به في السوق السعودية في ما يتعلق بالشفافية، حماية حقوق العملاء، وتبني أعلى معايير أخلاقيات العمل المصرفي والاستثماري.

تسعى GIB Capital بشكل مستمر إلى تبني أحدث تقنيات المالية الرقمية (FinTech) وتطوير منصاتها الإلكترونية لتلبية تطلعات العملاء ومواكبة التحولات المتسارعة في قطاع الاستثمار. أدركت الشركة مبكرًا أهمية الرقمنة في تحسين كفاءة العمليات، تعزيز تجربة العملاء، وتسهيل الوصول إلى الأسواق المالية. أطلقت الشركة عدة منصات إلكترونية أبرزها GIB Capital Tadawul وGIB eTrade، والتي تتيح للمستثمرين الأفراد والمؤسسات تنفيذ الصفقات ومتابعة محافظهم الاستثمارية لحظيًا.

تعتمد هذه المنصات على تقنيات متقدمة في تحليل البيانات، الذكاء الاصطناعي، وأدوات إدارة المخاطر الرقمية، ما يساعد العملاء على اتخاذ قرارات استثمارية مبنية على بيانات دقيقة وتحليلات معمقة (مع الالتزام بعدم تقديم نصائح استثمارية مباشرة). كما تلتزم الشركة بأعلى معايير الأمان السيبراني، وتخضع منصاتها الإلكترونية لاختبارات دورية لضمان حماية بيانات العملاء والحفاظ على سرية المعلومات.

أثمرت هذه الجهود عن تحسين سرعة وكفاءة تنفيذ الصفقات، وزيادة رضا العملاء، وتعزيز قدرة الشركة على التكيف مع متطلبات السوق المتغيرة. يدعم فريق التكنولوجيا بالشركة التحول الرقمي عبر تطوير تطبيقات جديدة وإدماج تقنيات مثل البيانات الضخمة والتحليلات التنبؤية في منظومة العمل. في ظل هذه الاستراتيجية، تواصل GIB Capital تعزيز مكانتها كرائد في الابتكار الرقمي بالقطاع المالي السعودي.

تتماشى استراتيجية GIB Capital مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد الوطني، تعزيز الشفافية، وتحفيز دور القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. تساهم الشركة بشكل فعال في تحقيق هذه الرؤية من خلال دعم عمليات الطرح العام الأولي، تمويل المشاريع الكبرى، وتقديم حلول استثمارية مبتكرة تواكب احتياجات السوق المتغيرة.

تسعى الشركة إلى تعزيز الشمول المالي عبر توسيع قاعدة العملاء، وتوفير خدمات مالية متقدمة لفئات جديدة من المستثمرين، بما في ذلك المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. كما تركز على دعم الابتكار في المنتجات المالية، وتطوير برامج استثمارية تلبي احتياجات المستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء. بالإضافة إلى ذلك، تلتزم الشركة بتبني أفضل الممارسات في مجال الحوكمة والاستدامة، وتعمل على تعزيز الوعي المالي من خلال برامج التثقيف المالي وورش العمل التدريبية الموجهة للشباب ورواد الأعمال.

في المستقبل القريب، تخطط GIB Capital للاستمرار في تطوير منصاتها الرقمية، توسيع خدمات إدارة الأصول، وتعزيز قدراتها في تقديم الاستشارات المالية المتخصصة. كما تتطلع إلى توسيع شراكاتها الإقليمية والدولية، واستكشاف فرص جديدة في قطاعات واعدة مثل التقنية المالية، الرعاية الصحية، والطاقة المتجددة. من خلال هذه الجهود، تسعى الشركة إلى ترسيخ مكانتها كمحرك رئيسي لنمو وتطور السوق المالية السعودية في العقود المقبلة.